للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والموانع التي تحول دون وجودها الحر، فقبل أن تسمع الدنيا بالمذاهب الحديثة والحركات المعاصرة كان هذا الشعب الأمي يفرض وجوده على الغزاة والطغاة من كل جنس وملة فيحسبون له ألف حساب، فلم يدعهم يهدءون لحظة من ليل أو نهار وقد أعيتهم منه شتى الحيل فما أجدت عليه يد حديدية ولا لهفة معاهدة ولا انطلت عليه حيلة المفاوضات، وفرض وجوده على القصر والأحزاب، لم يستورد الشعب زاد وعيه من الخارج وإنما هو سره الخالد تلقاه جيل عن جيل أمانة صعبة وميراثًا محتومًا، فالشعب الذي قهر الصليبيين وهزم التتار ودوخ الجبابرة ولفظ الغزاة على مسار الزمن لم يكن بحاجة إلى من ينقل إليه مقالاً في التطور يستثير به نخوته أو يستورد له شعلة من وراء السور الحديدي تشحذ إرادته، ولديه النبع الصافي يعصمه من الغفلة والضلال وفيه ميراثه العريق يزوده بطاقة متجددة على تحدي البغي والشر .. ولا يقل قائل إن دعاة التقدم هزّوا الأمة ضميرًا جامدًا وحواس معطلة ووجدانًا أصم، فلقد قامت بينهم وبين الوجدان الشعبي سدود وأبواب" وهكذا نرى كيف قادت الصحافة عن طريق الأدب معركة التجهيل والهزيمة ومحاربة التراث الأصيل" (١).

* نجيب محفوظ تلميذ سلامة موسى .. الشاك في كل قيمه. المتذبذب في كل فكره، الضائع في كل واد، المتحدي لعقيدة الأمة، صاحب جائزة نوبل!! عن قصته "أولاد حارتنا" أو موت الإِله:

نجيب محفوظ هو تلميذ سلامة موسى.

لقد سُئِل نجيب محفوظ: "هل كان لسلامة موسى أثر قوي في تكوينك الفكري كما يذهب بعض الباحثين؟ ".


(١) "الصحافة والأقلام المسمومة" (ص ١٤٨ - ١٤٩).