بدون سبب معقول أو مقبول. وزعمت -زورًا وبهتانًا- أن جميع الملائكة، كانت تؤيد الشيطان، ولكنهم كتموا أسرارهم خوفًا من بطش "الجبلاوي"(الله)، وتظاهروا بعدم الاعتراض؟!
فطرد الشيطان في الرواية كان لبغض "الجبلاوي"(الله) للشيطان ولإرادته النافذة التي لا تصغي لحجة مظلوم؟!
[* الملاحظة الثامنة - ربط منابع النور بمواضع الخطيئه؟!]
ما زلت -والله في حيرة- من بعض الرموز في "أولاد حارتنا"، ومن أكثر الرموز إثارة للحيرة رمز "صخرة هند"، وقد علم قارئ هذه الدراسة أن "هند" هي ابنة إدريس في الرواية، أي ابنة الشيطان، وأن الصخرة التي أضافها إلى "هند" مؤلف الرواية، هي المكان الذي زعمت الرواية أن ابن آدم "قدري" ارتكب فيه "الفاحشة" مع "هند"، وقد فسرنا الرمز "هند" من قبل بأنه: الغواية الشيطانية، ولا معنى لها سوى هذا، إذ لا يُعلم أن للشيطان ابنة اسمها "هند"، وحتى لو كان له ابنة فمن أدرى المؤلف أنها تُسمَّى هندًا؟!
وليس هذا هو مبعث الحيرة، وإنما مبعث الحيرة أن مؤلف الرواية الأستاذ نجيب محفوظ قد ربط بين منابع النور وهي الرسالات السماوية الثلاث، وبين هذا الموضع "صخرة هند"، وهو موضع أول جريمة "زنا" تقع في الوجود حسب "جو" رواية "أولاد حارتنا" الأوسع من الخيال والأوهام؟!
- فالرُسُل الكرام تلقوا رسالاتهم من "الجبلاوي"(الله) عند "صخرة هند"؟!
ومفزعهم وملجؤُهم كان "صخرة هند"؟!
- وعيسى والحواريون كانوا يتخذون من "صخرة هند" ناديًا للحديث والتشاور؟!