للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الواضح حتى الآن من كتاباتهم التافهة هو الوقوف في هاتين الدائرتين، الدين والجنس، بالمفهوم المعيب والمرفوض، إنه الابتذال والسفالة والخداع والتسلق والإجرام، باسم الحداثة والحرية والشعر؟

[* الزنديق الحداثي محمد فريد أبو سعدة:]

انظر إلى ما قال بعنوان "باب مكة" كتبه صاحبه عن امرأة تسمى (التكرونية)، والتكارنة أو التكرونيات، نساء سود فقيرات قدمن عبر البحر للاستيطان في الحجاز، ويعتمدن غالبًا على التسوّل، أو بيع الحبوب للحجاج والمعتمرين ليأكل منها حمام الحرم، أو المتاجرة في بعض الأشياء البسيطة التي يحتاجها العابرون. يعبّر المذكور عن آفكار التكرونية بطريقة يمكن تأويلها، ولكنه كان يستطيع -لو أخلص لله- أن يتفاداها أو يحترز في تصويره لأفكارها بما يتسق مع جلال الله وقدره، ولكنه لم يفعل، بل قال متحدِّثًا عن التكرونية:

"وتهمس في أذنيها الأمراج

هناك بمكة بئر الله

وحجر الله

وأن الله هنالك يجلس وسط ملائكة سوداء

يوزعّ بين المقهورين الخبز

ويمسح بالجلباب دموع المنكسرين .. "

وبعد تشخيص الذات الإلهية بالجلوس والتوزيع والمسح، ينتقل إلى مقطع آخر يسخر فيه من رمز من الرموز المحسوبة على الإسلام، وهو "المطوّع" الذي يمثل فردًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقوم عادة بدور المحتسب المتطوع في الشريعة الإسلامية، ولكنه في المملكة العربية السعودية يأخذ وضعًا رسميًّا يمنحه محاسبة المخالفين للشريعة في الأسواق