للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولون- سيعمل جليسًا للأطفال" كما يقول الهالوكي، ورأينا له كوعًا يحدث ثقبًا -أي فرجًا- ويسوّي العضو الناشز الجميل تحت فضاء البطن، ورأينا "الوحدانية" الصفة الإلهية المرتبطة بالعقيدة تأفل وتدخل في متاهة الشبق الجنسي الفجّ الذي يعبِّرُ عن نفسه بجرأة ووقاحة وسوقية غير مسبوقة "إيها .. أوهًا" عند مضاجعة العاشقين؟

والسؤال الساذج البسيط الذي يطرح نفسه هنا: هل يستطيع صاحب هذا الكلام الوقح أن يتلاعب باسم حاكم من الحكام المعاصرين في هذا السياق الجنسي الرخيص؟، وهل يمكن لكل من امتهنوا لفظ الجلالة من الهالوكيين وغيرهم أن يمتهنوا اسم وزير أو مدير في هذا المجال الشبقي الآسن؟ وأسأل الذين يدافعون عنهم، ويتهموننا بأن أجدادنا كانوا أكثر وعيًا وتسامحًا، هل يمكن لكم الدفاع عن الهالوك لو أنهم استخدموا أسماء مسئولين معاصرين في حمأة التعبير عن شبقهم المستعر؟

لقد عُرف الذين جدّفوا في حق الذات الإلهية قديمًا بالزنادقة، وهم، على كل حال، لم يكونوا بهذا الفجور الهالوكي الذي نعايشه الآن، وكان المجتمع المسلم آنئذ يقتصّ منهم بالنبذ أو الرفض أو التعزير الذي يراه الحاكم، أما في أيامنا، فإن الإسلام، دين الأغلبية الساحقة لا يملك حق التعبير عن نفسه؛ لأنه مطاردٌ "ومحاصر" ومتهم، أمام بعض المنتسبين إليه والمتحكمين في مقدّراته، فضلاً عن الدول الصليبية العظمى وأتباعها في العالم العربي!

إن فقه الحرية لدى المثقفين والبدعين في أبسط معانيه هو الدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة والمستباحة ضد الطغاة والمستبدين، واللصوص الكبار ومصاصي الدماء، وليس من الحرية في شيء أن يقتصر معناها على العبث بالعقيدة والتعبير الفج عن الشبق الجنسي الشاذ، وإذا كان فهم الهالوك للحرية قاصرًا على هذين المجالين، فبئست الحرية وبئس الأحرار.