للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا المجال يمكن أن يجتهد الباحثون والباحثات، وهناك من يقول: إن (إيزيس) وليس (أوزوريس) هي الأولى في التاريخ التي قامت فلسفتها على التوحيد مثل أمهات (نون) إلهة السماء، وجدتها الكبرى (نون) التي كانت إلهة الكون الموحد دون انفصال السماء عن الأرض، ولقد بدأت الديانات الانفصالية في التاريخ بانفصال السماء عن الأرض، وكانتا وحدة واحدة بقيادة واحدة هي الإلهة الأم الكبرى (نون)، وقد ساعدت هذه الوحدانية على ازدهار الكون ونمو الخير وتوزيعه على الناس بالعدل دون أسياد وعبيد، إلا أن نشوء العبودية أدى إلى ظهور فلسفة جديدة تقوم على الانقسام والتفرقة (فرق تسد) إن هذه الفترة من التاريخ القديم بحاجة إلى دراسات متعمقة بعيدة عن التنافس السياسي والحزبي الذي يقسّم الناس إلى فرق تتنازع الحكم فوق الأرض وفي السماء أيضًا.

إن النبي موسى (الذي نُسبت إليه التوراة) قد قرأ فلسفة إخناتون ونفرتيتي وتأثر بهما ونقل عنهما، وهو أمر طبيعي؛ لأن كل نبي أو زعيم سياسي لا يبدأ من فراغ أو من الصفر، ولكنه يبني أفكاره على أفكار من سبقوه ويزيد عليها، أو يطوّرها إلى الأفضل أو إلى الأسوأ حسب المرحلة التاريخية التي يمر بها الشعب في ذلك الوقت.

- ولعل أكبر تحول من النظام الأمِّي إلى النظام الأبوي في التاريخ البشري هو أن الإله (أوزوريس) أصبح أول الآلهة الذكور الموحدين، الذي ولد نفسه بنفسه، ولم تلده أمه، وهي الإلهة (نوت) "، وكانت إلهة السماء وزوجها (جب) إله الأرض بعد انفصال السماء عن الأرض ... ".

* نوال السعداوي وإِبداع الأساطير:

- تقول الدكتورة هبة رؤوف عزت: "أنا لا أدري كيف تجهل د. نوال السعداوي رغم سنوات العمر الطويلة هذه أن الله في الإسلام {لَيْسَ كَمِثْلِهِ