للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وقد تأثر مؤلف كتاب "الفكر الإسلامي وتطوره" بما كتبه المستشرقون، حيث تعرض لدراسة تطوير الشريعة الإسلامية وتحديد منزلة الفقه الإسلامي، وما ينبغي أن نفعله تجاه القوانين الوضعية (١).

لقد بنى المؤلف كتابه على وجوب "الاعتماد على العقل الإنساني في الإقناع والاعتقاد، فالدين يمثل الحكمة الإلهية المحيطة بما فوق إمكان العقل ..

ولكن كيف أفهم الدين وأميز ما يقال عنه بدون عقل؟! أنا لو خيرت بين ديني وعقلي لآثرت عقلي لأنني قد أصبح به متدينًا، لكني لو فقدته فسأفقد ديني معه؛ لأن الدين قد أسقط الخطاب عن المجانين" (٢).

ويقول: "نحن متخلفون ولا شك عن الفكر العالمي وتجارب الأنظمة العالمية، نحن متخلفون في الفقه الدستوري مثلاً" (٣).

[* وفي أقوال الدكتور فتحي عثمان مغالطات نتوقف عند بعضها:]

- فعمل العقل في الفهم والتلقي حسب الشروط التي أوجبها الشرع عليه، سواء اهتدى العقل بها أم تأثر بالثقافات المخالفة للدين فإن الدين لا يضره في كلا الحالين شيء.

- والعقل الإنساني هو الطريق إلى تلقي وفهم الدين وتطبيقه وهو مقيد بشروط مجمع عليها عند علماء الأمة، كالعلم بالعربية وبمقاصد الشريعة.

- وقوله: "أنا لو خيرت بين ديني وعقلي لآثرت عقلي؛ لأنني قد أصبح به متدينًا" والسؤال: "كيف يختار ترك دينه ثم يكون متدينًا؟! وأي طريق يمكن أن يصل به إلى الحق إذا ترك الدين؟! " (٤).


(١) انظر: "المستشرقون" د. عابد السفياني (ص ١٠٥) وما بعدها.
(٢، ٣) "الفكر الإسلامي والتطور" (ص ٣٧ - ٣٨).
(٤) انظر مناقشة مفصلة له (ص ١٠٩ - ١١٣) من كتاب "المستشرقون" للدكتور عابد السفياني.