- ويلغ في أعراض الصحابة فيلمز أبا هريرة وسعد بن أبي وقاص ويتحامل على معاوية -رضي الله عنه- ويوغل في عرض سيف الله المسلول خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ويجد في القصص التي اختلقها الوضاعون من أعداء الله عبر التاريخ الإسلامي ذريعة للطعن في أعظم قائد عرفته المعارك بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ويصف عمر -رضي الله عنه- في غير موضع بالبطش، وقال: إنه لم يمت حتى ملته قريش. وينتقد أبا بكر -رضي الله عنه- في أنه حصر الخلافة في قريش مع أنه في هذه المسألة قد وردت أحاديث صحيحة كثيرة، ويصف عمرو بن العاص -رضي الله عنه- بأنه ماكر أهل الشام والأشعث بن قيس بأنه ماكر أهل العراق، ولا ريب أن الطعن في الصحابة -رضي الله عنه- يرمي إلى زلزلة الثقة بأهل الثقة.
انظر إليه وهو يقول في كتابه "الشيخان": "وكان حظ الكوفة من سواد العراق ومما فُتح من أرض الفرس أعظم من حظ البصرة. وكان أهل البصرة يطمعون في أن يوسعوا رقعتهم ويكثروا من الفتوح، لتتاح لهم من الغنائم وسعة الفيء إلى ما كانوا يؤمنون به من فضل الجهاد والغزو في سبيل الله، حتى قال الأحنف بن قيس ذات يوم لعمر: "إن عيشنا أضيق من عيش إخواننا بالكوفة، وأنا لن نأمن الفرس"، وما زال الإلحاح حتى أذن عمر، فاندفع أهل البصرة حتى بلغوا من الفتح ما أرادو" فهل هذه هي النيات التي تحكم الأبرار الأطهار الذين تربوا في مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - ووعوا قوله:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" فما بال القتال في سبيل الغنائم.