للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنما القرآن جنسية لغوية تجمع أطراف النسبة العربية فلا يزال أهله مستعربين به متميزين بهذه الجنسية حقيقة أو حكمًا حتى يتأذن الله بانقراض الخلق وطي هذا البسيط، ولولا هذه العربية التي حفظها القرآن على الناس وردهم إليها وأوجبها عليهم لما اطرد التاريخ الإسلامي ولا تراخت به الأيام إلى ما شاء الله ولما تماسكت أجزاء هذه الأمة ولا استقلت بها الوحدة الإسلامية، ثم لتلاحمت أسباب كثيرة بالمسلمين ونضب ما بينها فلم يبق إلا أن تستلحقهم الشعوب وتستلحقهم الأمم على وجه من الجنسية الطبيعية -لا السياسية- فلا تتبين من آثارهم بعد ذلك إلا ما يثبت عن طريق الماء إذا انساب الجدول في المحيط، على أنك لو اعترضت على من يهجن العربية ويزري على سبكها لرأيته أجهل الناس بتركيبها وحكمة اشتقاقها ووجوه تصريفها ثم لرأيت له غرة في تاريخ قومها فهو أن عرف منه شيئًا فقد تجرد من ثمرة المعرفة كان يحفظ طلاسم لا يتخبط فيها حتى يتخبطه الشيطان من المس، ثم ترى الآفة الكبرى أنه مستدرَج من حيث لا يعلم فهو يكافئ محبة لغة أجنبية أحكمها بعداوة لغته التي جهلها ويجزي منفعة تاريخ علمه بمضرة التاريخ الذي لم يعلمه والناس أعداء ما يجهلون.

٣٠ ربيع الثاني ١٣٣٠ (البيان)

[* سياسة الجريدة ورئيسها لطفي السيد:]

قال الدكتور محمد محمد حسين: أن الجريدة كانت تصور الاحتلال على أنه حقيقة واقعة، وترى أن الاعتراف بشرعيته لا تعني عدم وجوده ولا يقلل من سلطته أو نفوذه وقد دعا لطفي السيد إلى الولاء للثقافة الغربية والفكر الغربي وهاجم الحركة الوطنية وتأول تصرفات الاستعمار البريطاني وبرر وجوده في مصر وقدم مقاييس مختلفة عما كان يؤمن به التوجه الوطني والإسلامي في ذلك الوقت وأيد سعد زغلول في عدم تعليم العلوم باللغة