بين مصر وأوربا، وفي خلال بضع سنوات تزوجت من أحد مدرسي الجامعة الشبان الذين ما لبثوا أن صاروا من أساتذة الجيل.
وفي سنة ١٩٤٩ - أي بعد فترة وجيزة من هذا التصريح- فوجئ الشعب بإنشاء حزب نسائي جديد ترأسه المرأة الغامضة .. ولم يمض قليل حتى أصدر ذلك الحزب الناشئ ثلاث مجلات تطبع في حجم كبير وعلى ورق مصقول، اثنتان منها باللغة العربية والثالثة باللغة الفرنسية عدا المطابع المجهزة، والسيارات الفاخرة ..
وأخذ الناس يتساءلون عن موارد السيدة الغامضة، ومن أين لها هذا الخطر، ولكنها لم تمهلهم حتى أمطرتهم بوابل من القذائف الرائشة على الدين والأخلاق، لتشغلهم عن نفسها بالأخذ والرد والجذب والشد ..
[* ترحيب الصحف البريطانية:]
وفي خلال أشهر من تكوين الحزب سافرت حضرتها إلى إنجلترا فقوبلت بحفاوة عظمى قيل: أنه لم ينل مثلها كثير من رؤساء الدول وزعمائها، ورحبت بها الصحف البريطانية بدون استثناء ونشرت عنها الأحاديث العديدة التي تصورها بصورة الداعية الكبرى إلى تحرير المرأة المصرية من أغلال الإسلام وتقاليده .. أغلال الحجاب والطلاق وتعدد الزوجات.
ونحن نكتفي بالإشارة إلى عينة من أحاديثها هناك وكان مع مراسل جريدة "ذى سكتشمان" الذي كتب يقول:
"إن الأهداف المباشرة لحزب بنت النيل هي كما أوضحتها الدكتورة درية شفيق: منح المرأة حق الأقتراع وحق دخول البرلمان، والمطمع الثاني الذي تهدف الدكتورة لتحقيقه هو إلغاء تعدد الزوجات وإدخال قوانين الطلاق الأوروبية في مصر" وتقول: "إن الطلاق في مصر بوضعه الحالي أمر يسير