العربية الأخرى بحيث لو صيرت لغة التخاطب، لغة كتابة لجهل قارئو العربية بين الأمم ما لا يجهلون الآن، وعسير أن توحد لغة الكتابة لسان الأمم العربية من هاته الألسن البابلية، أما اللغة الفصحى التي يتحف بها السيد الزهاوي كل كاتب عربي فهي مقروءة مفهومة عند كل قراء العربية ليس الخاصة فقط، بل الذين ارتفعت عنهم الأمية وكلما ارتفع إحصاء القارئين الكاتبين في الأمم العربية اتسع ميدان اللغة الفصحى لأهلها، وهي لا تأبى الدخيل الجديد من أسماء المخترعات والمكتشفات ولعل السيد الزهاوي يراجع مذهبه ثانيًا ليرى أن ما يسميه معطلاً للعرب ليس هو بالقدر الذي يعبر عنه بيانه، وهناك محاذير أخرى يجرها على الأمم العربية اتخاذ لسان التخاطب لسانًا كتابيا منها جعل لغة القرآن بمعزل عن القارئين والكاتبين الذين سيذهب بهم التجدد بعد ذلك كل مذهب ومنها أن تجعل بيننا وبين الكتب العربية المرموقة باللغة الفصحى من فقه وحديث وسيرة وتاريخ، وعلوم حاجزًا كلما تقدم الزمان وصار صفيقًا حتى تعود اللغة العربية الفصحى كاللغة اللاتينية عند الأمم الإفرنجية.
* أنيس فريحة أستاذ اللغات السامية بالجامعة الأمريكية بلبنان ودعوته إِلى العامية مكتوبة بالحرف اللاتيني:
انصب اهتمام أنيس الخوري فريحة أستاذ اللغات السامية بالجامعة الأمريكية على دراسة اللهجة العامية والدعوة إليها مكتوبة بالحرف اللاتيني، وقد بدأ نشاطه الجدي في اللهجة العامية بكتابه "معجم الألفاظ العامية في اللهجة اللبنانية" عام ١٩٤٧، وفي عام ١٩٥٩ كتب الأمثال العامية (مجلة الأبحاث م ٣)، وفي عام ١٩٥٢ نشر كتابه "تبسيط قواعد اللغة العربية" وتبويبها على أساس منطقي جديد، وفي ١٩٥٥ كتب موضوعه المشهور "هذا الصرف وهذا النحو، أما لهذا الليل من آخر" تمنى فيه أن يرى حاكمًا عسكريًا