للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مهما كانت مواقعهم وانتماءاتُهم.

- يقول الدكتور المطعني:

"وقد ذكرنا -فيما تقدم- الأدلة "القطعية" على أن الجبلاوي في الرواية هو " الله " سبحانه وتعالى، ونريد هنا أن نرد -في إيجاز واف- على من أنكر هذا " الفهم " الذي فهمه بعض نقاد الرواية. وقد جاءت دراستنا هذه مناصرة لما فهموه مع إثباته بالبراهين القاطعة كما تقدم في غضون هذه الدراسة.

[* شبهتان للمنكرين:]

الذين أنكروا أن يكون "الجبلاوي" في الرواية هو "الله " استندوا إلى شبهتين حسبوهما دليلين، وما هما بدليلين قط:

[الشبهة الأولى:]

أن اسم الله قد ورد مصرحًا به في الرواية في بعض المواضع، حتى في الحديث مع " الجبلاوي " نفسه، ومن ذلك - مثلاً قول جبل للجبلاوي:

"الحمد لرب السموات على أنك ما زلت تتمتع بصحتك" (١).

ومثل قول جبل: "ألا لعنة الله على الجبناء" (٢).

قلت: ليس في هذه الأقوال -وما أشبهها- دليل قط على أن "الجبلاوي" في الرواية ليس هو "الله"؛ لأن المؤلف -كعادته- في التمويه يتحدث عن "الله" باسمه الصريح حينًا، وبالرمز أحيانًا أخرى.

وهذه الشبهة كانت "تفيد" في الدفاع لو كانت التهمة الموجهة إلى المؤلف هي "إنكار وجود الله"!! لكن هذه التهمة ليس لها وجود لدينا، وإنما


(١) "أولاد حارتنا" (ص ١٧٨).
(٢) المصدر السابق (ص ١٨٧).