للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكم جلست في صحراء المقطم غير بعيد من سوره الكبير، فلا أرى إلا رءوس أشجار التوت والجميز والنخيل تكتنف البيت، ونوافذ مغلقة لا تنم عن أثر الحياة!! " (١).

- قال الدكتور المطعني في كتابه القيم (ص ٢٣):

وأقسم برب السموات والأرض، وعالم الغيب والشهادة لو أن مسلمًا أقسم بالله أن الكاتب لم يقصد من "الجبلاوي" إلا الله ما حنث في يمينه، ولكان صادقًا كل الصدق.

أو أن آخر أقسم بالطلاق على هذا الفهم لما حرمت عليه قرينته.

أما أولئك الزاعمون بأن "الجبلاوي" في "أولاد حارتنا" ليس المقصود منه الله، فلا يخلو حالهم من الاحتمالات الآتية:

- إما أنهم لم يقرأوا الرواية فراحوا يشهدون بما لا علم لهم به!!

- وإما أنهم قرأوا ولم يفهموا.

- وإما أنهم قرأوا وفهموا، ثم عاندوا وكابروا، وراحوا يشهدون شهادة زور، ويصرون على الحنث العظيم، ويحسبونه هينًا، وهو عند الله عظيم.

وها نحن أولاء أمام هذه المكابرة، وذلك العناد نستخرج من كلام المؤلف عشرات الأدلة التي تكشف زيفهم، وتعري مواقفهم وتسحق زورهم وبهتانهم، وترد كيدهم في نحورهم، وتظهرهم غلى حقيقتهم أمام القُراء


(١) "أولاد حارتنا" (ص ٦).
ونلفت نظر القارئ إلى أن قوله: "وكم جلست في صحراء المقطم .. إلخ عبارات تمويه من باب الفر بعد الكر الذي يلجأ إليه المؤلف كثيرًا ليشوش على القراء ويصرفهم عن مراده.