للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلم الحزين"، وراح يتهم الفقهاء بوضع الأحاديث النبوية، ويهاجم رواة الحديث بشدة، وما سلم من هجومه أحد حتى بعض الصحابة - رضي الله عنهم - (١).

ومن أقواله في كتابه: "وكيف يمكن لنا انتقاء الصحيح من الحديث؟ إنه لمن السهل علينا تبين كذب الأحاديث التي اختلقها أتباع الفرق السياسية، كالشيعة والخوارج والأمويين ... وكذلك من السهل اكتشاف كذب الأحاديث التي تتنبأ بوصف ليوم القيامة تأباه عقولنا، أو كل ما ناقض المنطق ومجّه التفكير السليم .. " .. وذهب يُنكر بعض الأحاديث الصحيحة، مرددًا أقوال من سبقه من المبتدعة والحاقدين.

- يقول ساخرًا من حديث رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله". يسخر من الحديث؛ لأنه لا يخضع لعقله فيقول: "كان انتقاء البخاري للأحاديث الصحيحة على أساس صحة السند لا المتن، فالإسناد عنده وعند غيره هو "قوائم الحديث" إن سقط سقط، وإن صحّ السند وجب قبول الحديث مهما كان مضمون المتن" (٢)] (٣).

* "البيان في تفسير القرآن تفسيرًا ماركسيًا":

يقوم المستنير حسين أحمد أمين بتفسير القرآن الكريم تفسيرًا ماركسيًّا على حلقات في مجلة "العربي" تحت عنوان: "البيان في تفسير القرآن"، ومما جاء في العدد (٣٥١) في تفسير قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: ٨].


(١) انظر "دليل المسلم الحزين" لحسين أحمد أمين (ص ٤٣ - ٦٣).
(٢) "دليل المسلم الحزين" (ص ٦٠، ٥٩).
(٣) "العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب" (ص ٢٢٦ - ٢٢٧).