* إِحياء الفكر الصوفي الفلسفي على يد المستشرقين الصليبيين:
"أسدل الزمان ستار النسيان على كتب التصوف الفلسفي القديمة حتى جاء المستشرقون ينقبون عن مادة جديدة للفتنة يؤججون بها نيران الخلاف بين المسلمين من جديد فوجدوا ضالتهم في آثار الصوفية الفلسفية فأقبلوا عليها وقرأوا في ضوء العقلية المسيحية وطقوس الرهبنة أخبار المتصوفين الفلاسفة وكتاباتهم واستهوتهم أفكارهم فجمعوا من أقوال الصوفية الفلاسفة كل شاردة وواردة وعنوا بتنظيم موضوعاتها وترتيبها حتى يمكن القول: أن بحوث التصوف الحديثة وكتاباته كلها ترجع إلى عمل المستشرقين الذين اهتموا فوق ذلك بالتعليق على موضوعاته وتوجيه مسائله الوجهة التي يرضونها بما عُرِف عنهم من مهارة وصبر للتشكيك في عقيدة المسلمين وطعن المسلمين في أغلى مقدساتهم وهو التوحيد، وابتعثوا من جديدة الفكر الصوفي الفلسفي ممثلاً في نظريات وحدة الوجود والحلول والاتحاد والفناء والتناسخ والاستشراق وهي مفاهيم دخيلة على عقيدة المسلمين.
- وقد تخصص عدد من المستشرقين في هذا النوع من الفكر الإسلامي أهمهم: ماسينون وجولد زيهر، وجب، وبرون، وماكدونالد، ومارجليوث اليهود، ونيكلسون وفون كريمر.
ودرس المستشرقون الفرق المنحرفة، فدرس ماسينون التصوف الفلسفي والباطنية والقرامطة والنصيرية واهتم بأهل الباطن والتأويل، واهتم أكثر من غيره بدراسة الاتحاد والحلول والإشراق ووحدة الوجود.
- ولا شك أن التصوف الفسلفي يتعارض تمامًا مع المفهوم الإسلامي الأصيل، والذين قالوا به تأثروا بالأفلاطونية المحدثة وبالعناصر التي أدخلها إخوان الصفا من إغريقية ومسيحية وفارسية الأصل ومنها المذهب المانوي والزرادشتي وفلسفة فيلون اليهودي وفلسفة الرواقيين.