للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغايته، ويؤكد مرجعيته الشيوعية الخالصة، يقول:

"ما نطمح إليه ونعمل له كثوريين عرب هو تأسيس عصر عربي جديد.

نعرف أن تأسيس عصر جديد يفترض، بادئ بدء، الانفصال كليًّا عن الماضي.

نعرف كذلك أن نقطة البداية في هذا الانفصال -التأسيس- هي النقد: نقد الموروث ونقد ما هو سائد شائع، لا يقتصر دور النقد هنا على كشف أو تعرية ما يحول دون تأسيس العصر الجديد، وإنما يتجاوز إلى إزالته تمامًا.

إن ماضينا عالم من الضياع في مختلف الأشكال الدينية والسياسية والثقافية والاقتصادية؛ إنه مملكة من الوهم والغيب تتطاول وتستمر. وهي مملكة لا تمنع الإنسان العربي من أن يجد نفسه وحسب، وإنما تمنعه كذلك من أن يصنعها".

[* الدين .. الجوهر!]

كتب ماركس يقول سنة ١٨٤٣: "إن مهمتنا هي أن نعرّي العالم القديم تعرية تامة، وأن نعطي للعالم الجديد معنى إِيجابيًّا (في رسالته إلى صديقه روجيه). ويتابع في الرسالة نفسها:

"نريد أن نجدّد العالم الجديد بنقد العالم القديم ... إننا نعلم علم اليقين ما يجب علينا أن نحققه في الحاضر وهو: نقد النظام القائم كله نقدًا لا هوادة فيه .. نقدًا لا يخشى نتائجه ولا صراعه مع القوى القائمة".

- ولما كانت بنية الثقافة والحياة العربيتين السائدتين تقوم في جوهرها، بالدين، فإننا نفهم أبعاد ماركس من أن (نقد الدين شرط لكل نقد) "مشاركة في نقد فلسفة الحق عند هيغل، الآثار الكاملة، مجلدًا، ٨٣)، وإذا فهمنا بالتالي أن النقد عند ماركس ليس عقليًّا تجريديًّا، بل عملي .. ، نستطيع أن