للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بجرحي الصغير

بليلي المصلوب عبر مخدعي

أكبر من صليبك المرميّ خلف الشمس، خلف الريح

أكبر منك يا إلهي الكسيح

عد مرّة كوجهي القبيح

كجسمي القبيح .. إلخ".

["مواقف"، العدد ٤، أيار - حزيران، ١٩٦٩، ص ٧٣].

وإذا كان الشاعر (بلند الحيدري) يتعامل مع لفظ الجلالة بهذه الصورة الجريئة والمقزّزة، فإنه كان حريصًا أيضًا على استخدام المصطلحات النصرانية بغزارة مثل: الخطيئة، والصليب، وهو الحرص الذي حافظ عليه كذلك شعراء آخرون نشروا في مواقف مثل: مظفّر النواب، وأدونيس نفسه.

(راجع: العدد السابق ص ٨٤، ٨٩، وما بعدهما).

[* الظواهر النافرة!]

لقد تابع أدونيس في دراساته، بل وترجماته، مسيرته الحداثية التي تقوم على الإزالة الكاملة للماضي .. ولعل أول دراساته ما كتبه حول الشعر العربي عبر عصوره المختلفة (مقدمة للشعر العربي، دار العوة، ط ٢، بيروت، ١٩٧٥)، الذي نشره مسلسلاً في مجلة "المجلة" المصرية أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات. لم تعجبه في الشعر العربي إلا الظواهر النافرة والمتمردة، طرفة بن العبد، بشار بن برد، أبو نواس، ابن بابك .. إلخ .. ولم يرض إلا بالنماذج التي خالفت القيم الدينية والفنية .. وتوقف عندما يسمى قصيدة النثر مبشرًا ومباركًا!

لقد توالت دراسات أدونيس وأشعاره، وهي تنبئ عن استمرار منهجه