للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصبح للشوك الأثيم مَعَارَض ... ولم أر فيها من ورود ونرجس

وجاء ضرير القوم يلعن مبصرا ... ويسخر من "سحبانها" (١) كل أخرس

ومادرها (٢) يُزرى بحاتم طيئٍ ... ويُنكر نبت الجود في كل مغرس

وألقوْا أمين القوم في قاع مظلمٍ ... وصفّق أقوام للص مُدَلِّس

فقلت وفي حَلقِي الممزق غصَّةٌ ... وقد ضاق من كَرْب الخزايا تنفسي

"لقد هَزِلت حتى بدا من هزالها ... كُلاَها، وحتى سامها كل مفلس" (٣)

* موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يحضر أول زواج بين الشواذ في مصر لرجليْن ويباركه:

لن نتكلم عن حرمة الموسيقى وأنها صفة الفسّاق، ولن نتكلم عن حياة محمد عبد الوهاب الخاصة، فقد أفضى إلى ما قدم .. لكن لا يستطيع أي صادق من معارفه أن ينكر حضوره ومباركته لأول زواج بين شاذين في واحة من واحات مصر .. وقد نشرت الجرائد المصرية ذلك .. ولا تعليق على ذلك إن كان بالقوم حياة .. حتى قال أحدهم ساخرًا من هذه الرموز الخليعة:

وموسيقارنا عبد الوهاب ... وكوكب شرقنا نبحت سنينا

وذاك العندليب أخو الغراب ... أنتركه لدعوى الطاهرينا

ورقص الشرق ذا فن تجلّى ... وذا تسبيح عين الشاكرينا


(١) سحبان السهمى: أخطب العرب وأفصحهم.
(٢) مادر: يضرب به الثمل في البخل.
(٣) من قصيدة "في سوق العجائب العربية" من ديوان "الله والحق وفلسطين" للشاعر جابر قميحة (٤٩ - ٥١) - ط ١ - الدار المصرية اللبنانية.