للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلوغ مرادها بكل قوة! فلما قامت قومة رجال الدين ودعاة الفضيلة والأخلاق بحملتهم الناجحة التي أحبطت كيد الاستعمار وأذنابه وأسندت ظهر الحكومة أمام الخطر، اضطرت الزعيمة إلى الاتصال بإنجلترا رأسًا، فلجأت على الفور إلى مندوب الإذاعة البريطانية في مصر مستر باتريك سميث ليرفع إلى بلاده شكوى عميلتها من الحكومة المصرية.

ولذلك لم يعجب هؤلاء الذين استمعوا إلى المذيع البريطاني المذكور حينما تكلم إلى بلاده حينذاك فقال في رسالة ما ملخصه: "جاءتني الدكتورة درية شفيق زعيمة حزب بنت النيل، وقد شكت إليَّ من أن الجهات المسئولة في مصر تعارض بشدة مطالبتها بحقوق المرأة السياسية وكفاحها لأجل تمثيل المرأة داخل البرلمان المصري، وطلبت مني أن أناشد الصحف البريطانية كي تؤازرها بكل ما تستطيعه، وأن تضغط على الدوائر المصرية حتى تكف عن معارضتها القائمة، ثم أوصى حضرته في رسالة بضرورة مؤازرة هذه الزعيمة في دعوتها إلى تحرير المرأة المصرية، عملاً بميثاق هيئة الأمم المتحدة الذي تحتكم إليه الزعيمة والذي ينص على تطبيق مبدأ المساواة في الحقوق السياسية والاجتماعية بين الرجال والنساء في الدول الأعضاء التي بينها مصر".

[* الزعيمة في مؤتمري لندن ونابلي:]

وفي مستهل العهد الجديد وفي وزارة علي ماهر الأخيرة على وجه التحديد ومن خلال تلك المرحلة الحاسمة التي كان يتقرر فيها مصير الحركة، وينساق كل مشبوه سياسي إلى مكان بعيد عن مسرح الثورة لكي تأمن شرورهم في الداخل والخارج على حد زعمها، فوجئ الشعب بسماح علي ماهر لهذه الزعيمة بالسفر إلى لندن لحضور المؤتمر النسائي الدولي هناك ثم انتقالها بعد ذلك على الفور لحضور انعقاده في نابلي بصحبة مندوبة إنجلترا لأنها عضو أصلي به على خلاف الدكتورة درية شفيق التي كانت مندوبة زائرة