للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دينيًا"، ليس أكثر من اختراع نخترعه نحن، وادعاء ندعيه .. ونص عبارته -في الإجابة على هذا السؤال- يقول:

"إن المقدس ليس كائنًا خارج الشعر، أو خارج الإنسان .. المقدس هو مقدس لأننا نقدسه .. والشاعر يفترض أنه قد غلبته النشوة، أو روح السخرية، أو الجحود، كل هذه المشاعر وكل هذه الحالات تصادف الإنسان، وتصادف الشاعر، ماذا يصنع في هذه الحالة؟ نحن نتوقع دائمًا من الشاعر أن يكتب بلغة تؤدي ما يرين أن يؤديه، لكن تظل محافظة على ما يجب لها من جمال" (١)!.

فالمقدس -بإطلاق- عند هذا الشاعر الحداثي الفرنكفوني - هو "العقل" و"الحرية" .. أما المقدس الديني فهو اختراع يخترعه من يؤمن به، ولا وجود له في الواقع والحقيقة .. والسخرية من هذا المقدس الديني، والجحود له، في لحظات "النشوة" و"الإبداع" أمر مطلوب، طالما كانت العبارة التي نعبر بها عن هذه السخرية وهذا الجحود، جميلة .. فقط لا غير!!.

هكذا تعاملت وتتعامل حداثة القطيعة المعرفية مع الموروث، مع المقدس الديني، وثوابت القيم، وما أجمعت واجتمعت عليه الفطر السليمة من مشاعر وحقائق تتعلق بالتراث وبالتاريخ!.

[* الدين عند أحمد عبد المعطي حجازي علاقة بين العبد وربه:]

بلغ التطرف بهذا العلماني أحمد عبد المعطي أن طلب من المسئولين حرمان الدكتور السيد أحمد فرج من التدريس بالجامعة؛ لأنه أخطر على الطلاب من كتابه -"أدب نجيب محفوظ"- الأهرام ٧/ ٧/١٩٩٩. وكان من


(١) أحمد عبد المعطي حجازي من حوار معه "أخبار الكتاب" العدد ٣٧ - سبتمبر سنة ٢٠٠٠ م.