البحر، عبدت ٢٠ ألف سنة، أكثر من كل الديانات السماوية .. !! (١).
وهكذا .. فلا اعتبار لما تقرره الأديان -كل الأديان- من أن البشرية -التي بدأت بآدم، عليه السلام- قد بدأت -قبل الانحرافات الوثنية- بعبادة الله، سبحانه وتعالى؛ لأن "الحداثة" -التي أصبحت "دينًا" للحداثيين- قد جعلت الجسد الأنثوي العاري أقدم المعبودات، لأقدم الديانات .. وأطول الديانات عمرًا في التاريخ!.
تلك نماذج -مجرد نماذج- للأفكار والآداب والفنون الحداثية، التي أقامت قطيعة معرفية كبرى مع موروث الأمة .. ومع موروثها الديني -عقيدة وشريعة وقيمًا- على وجه الخصوص.
"على طريق الصحافة العربية في خدمة أهداف التغريب والشعوبية والغزو الثقافي كان احتفالها بالشعر الحر واهتمامها بدراسته وإفساح الطريق أمام كتابه، وقد تبينت خلفية ذلك كله حين كشف دعاة القومية السورية والفينيقية والرموز المسيحية من المدارس اللبنانية عن غايتهم وأهدافهم من حيث اتخاذهم الشعر الحر وسيلة لضرب عامود الشعر الأصيل ومهاجمة اللغة العربية في أعظم ميادينها على أساس أن حرب الفصحى تتركز في إذاعة العامية والحروف اللاتينية والشعر الحر.
ولم يقف الأمر عند هذا بل إنه اتصل بالتراث فعُني كتابه على ابتعاث أبي نواس وبشار بن برد والفلسفات المستترة خلف الباطنية والمجوسية في
(١) من حديث أجرته عبلة الرويني مع "حسن سليمان" - مجلة "أخبار الأدب" القاهرة - العدد ٣٦٦ في ١٦ - ٧ - سنة ٢٠٠٠ م.