للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإنجليزية (١).

ومن أجل ذلك كان سعد زغلول هو الرجل الذي أهداه قاسم أمين كتابه "المرأة الجديدة" وكان لسعد موقفه من المرأة في المظاهرات حيث انتزع النقاب من وجه (هدى شعراوي) علامة على الدخول في عصر السفور (٢).

[* هدى شعراوي زعيمة ما يسمى بحركة النهضة النسائية وصلتها بالاستعمار:]

رائدة "حركة النهضة النسائية" وقد التف حولها "سيزا نبراوي" سكرتيرتها ومنيرة ثابت وباحثة البادية وعصبة ممن خلعن رداء الحياء وسخرن أنفسهن لخدمة الدوائر الصليبية.

اشتد الحماس لهذه الحركة -في فترة عصيبة حرجة- وهذا التوقيت المشبوه يوحي بأن وراء الأكمة ما وراءها! - ذلك أنه في سنة ١٩١٩ هبت مصر في وجه الاستعمار ووقف الشعب بشجاعة مع عدد من المخلصين حقيقة يطالب بحقه من الحرية والحياة، وفي تلك الظروف الصاخبة التي تتميز بالغليان والاضطراب وفي غمرة الثورة العارمة نشطت دعوتان مريبتان متآخيتان، إحداهما استغلت ظروف الثورة لسلخ الأمة عن انتمائها وهي الدعوة إلى اللادينية تحت ستار الشعار الذي رفعته الزعامات المصطنعة "الدين لله والوطن للجميع" والأخرى: دعت إلى نسف الفضائل الإسلامية من خلال دعوتها إلى "تحرير المرأة".

في ذلك الجو العاصف انبرت هدى ورفيقاتها للدفاع عن حقوق الوطن وطرد المحتلين ولكن بماذا؟ لقد خرجن في مظاهرة ومزقن الحجاب وأحرقنه


(١) انظر "الحركات النسائية وصلتها بالاستعمار" لمحمد عطية خميس (ص ٨٩).
(٢) انظر "جيل العمالقة" لأنور الجندي (ص ١٤٤).