للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأخذ عنه وهو بريء من القدر ومن كل بدعة" (١).

[٣ - ابن عربي الصوفي:]

- قال الدكتور: "ابن عربي -في التصوف الفلسفي- قمة القمم، لا في حضارتنا العربية الإسلامية فقط، بل وعلى النطاق الإنساني. وهو بمقياس "السلفية المحافظة" أو "الفقهاء" وثني زنديق.

والذين يلقون نظرة على تيارات الفكر الإسلامي يجدون الفكرة ونقيضها، والمدرسة وضدها والمقولة وما ينقضها أو يعاديها .. قام ذلك في كل شيء، حتى في تصور الذات الإلهية، نجد "المنزهة" أصحاب التجريد، ونجد (المشبهة) الذين يفضي قولهم إلى ألوان من التجسيد أو الحلول أو الاتحاد إلخ .. والذي أعتقده وخاصة في مثل عصرنا -أن الاستنارة يجب أن تجعلنا ننظر للاختلافات في الآراء، والتعدد في التصورات، كمصدر للغنى الفكري والثراء الثقافي .. وإذا لم يكن مفر من الاختلاف، فلنجعله في إطار (الخطأ والصواب)، وليس في إطار (الكفر والإيمان)، فلا كهانة في الإسلام، ولا سلطة لبشر، حتى الرسل، على ضمائر الناس وقلوبهم.

وإذا كان الأمر كذلك، فإن مصادرة ابن عربي، أو غير ابن عربي، تصبح قضية وفعلة بينة الشذوذ خصوصًا وأنها تأتي من أناس لا علاقة لهم بالفكر الذي يصادرونه لأنه باعتراف علية المتخصصين- فكر يستعصي على كثير من الخواص، فضلاً عن العوام.

إن ابن عربي في التصوف الفلسفي، أشبه ما يكون باينشتين ونسبيته في العلوم، فمن في مجلس الشعب يستريح ضميره للحكم في مثل هذه الأمور؟ " "التراث" (٢٩١).


(١) "السير" (٤/ ٥٨٢).