للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لها، وأفرغت عليه صبغة دينية .. وهذه الجماعات -في واقع الأمر- تتمسك بالظواهر دون أن تتعلق بالجواهر، وتهتم بالتوافه من المسائل والهوامش من الأمور، ولا تنفذ إلى لب الحقائق وصميم الخُلُق وأصل الضمير، وقد سعت هذه الجماعات إلى فرض ما يُسمى بالحجاب -بالإكراه والإعنات- على نساء وفتيات المجتمع كشارة يظهرون بها انتشار نفوذهم وامتداد نشاطهم وازدياد أتباعهم، دون الاهتمام بأن يعبر المظهر عن الجوهر، وأن تكون هذه الشارة معنى حقيقيًّا للعفة والاحتشام وعدم التبرج.

وقد ساعدهم على انتشار ما يُسمّى بالحجاب بعض عوامل منها عامل اقتصادي وهو ارتفاع أسعار تجميل الشعر وتصفيفه ازديادها عن مستوى قدرة أغلب الناس!!! والدليل على أن للعامل الاقتصادي أثرًا في انتشار ما يُسمّى بالحجاب، أن هذا العامل ذاته هو الذي يدفع كثير من النساء والفتيات إلى العمل في الغالب - للحصول على موارد مالية أو لزيادة إيرادة الأسرة -في غالب الأحيان- هو الذي دفع المرأة إلى العمل على الزعم بتحريمة، وهو الذي دفع كثيرًا من النساء والفتيات إلى وضع غطاء للرأس، وإن كان مزركشًا وخليعًا، كأنما الشعر وحده هو العورة لا بد أن تستر ثم تكون بعد ذلك غطاء لأي تجاوز أو فجور" (١).

[* شعر المرأة ليس عورة:]

نشر هذا البحث في مجلة روزاليوسف العدد رقم ٣٤٥١ بتاريخ أول أغسطس ١٩٩٤ قال في نهايته: "وخلاصة الخلاصة أن شعر المرأة ليس عورة أبدًا، والذي يقول بغير ذلك يفرض من عنده ما لم يفرضه الدين، ويُلزم


(١) "حقيقة الحجاب وحجية السنة" (ص ٣ - ٣١) لمحمد سعيد العشماوي - الكتاب الذهبي مؤسسة روزاليوسف.