الفكر العربي المعاصر، ولا في الفكر الإسلامي بشكل عام، نفس الشيء يمكن أن يقال بخصوص نقد القيم الذي قام به "نيتشه" تجاه المسيحية. وهذا النقد قابل للتطبيق على الإسلام (؟! ) وإذا ما نظرنا للتاريخ بكليته ضمن هذا المنظور، فإنه يصبح ممكنًا تعبيد الطريق وتمهيده نحو ممارسة علمانية للإسلام. يمكن للعلمنة عندئد أن تنتشر في المجتمعات التي اتخذت الإسلام دينًا" (١).
* تصريحه بإنكار أصول الإِسلام:
- يقول الأستاذ عبد السلام البسيوني: "ومن اللافت للنظر أيضًا إيهامهم للقارئ أن الإسلام سلّم بكثير من التقاليد الجاهلية المتخلّفة وقبلها، لذلك فهم يرفضونها .. وهذا واضح في كلام حسين أحمد أمين وفي كلام محمد عركون في أكثر من موضع حين فسّر بعض القرآن الكريم بطريقته الخاصة، واعتبر وضع المرأة وقضايا الجنس والميراث من الجاهلية، ويطالب بإعادة النظر فيها بمعايير جديدة تخالف المعايير الجاهلية التي أقرّها القرآن (؟!! ). يقول في حديث له بمجلة "لونوفيل أوبزرفاتور ٧/ ٢/١٩٨٦":
"إن التفسير يبقى دائمًا جائزًا، على شرط أن يُعاد التفكير في مسألة التنزيل على ضوء التاريخانية (؟! ) الحجاب مثلاً -ككل ما يمت إلى الجنس، وإلى وضع المرأة في الإسلام- ينتمي إلى قانون عرقي سابق على الإسلام، الإسلام صادَقَ على تقاليد قديمة متعلقة بأسس قبله، وأعطاها بُعدًا مقدسًا (؟! ) ويتعلّق الأمر اليوم بإعادة التفكير في هذه المفاهيم في ضوء التاريخ، وللأسف فإن هذا العمل في بداية الإسلام يحكم سيطرة الأيديولوجيا".
(١) "تاريخية الفكر العربي الإسلامي" لمحمد عركون - مركز الإنماء القومي ١٩٨٦.