للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا ريب أن كلام الدكتور محمد حسين هيكل هذا هو اتهام صريح للدكتور طه حسين في اتجاهه وتحميل له لمسئولية من أخطر المسئوليات، وهي إعادة إضافة الأساطير التي حرر المفكرون المسلمون سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - منها طوال العصور، وإعادتها مرة أخرى لخلق جو معين يؤدي إلى إفساد العقول في سواد الشعب، وتشكيك المستنيرين ودفع الريبة إلى نفوسهم في شأن الإسلام ونبيه - صلى الله عليه وسلم -.

ومن أخطر مزاعمه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أحب زينب بنت جحش وهي زوجة لزيد وهذا بهتان عظيم (١).

ولقد وصف الأستاذ مصطفى صادق الرافعي كتاب "على هامش السيرة" بأنه تهكم صريح (٢).

- ويقول الأستاذ غازي التوبة: "إن طه حسين ينصب نفسه إمامًا للأساطير اليونانية ويضع السيرة في مصاف الإلياذة ويطلب من المؤلفين والكتاب أن يفتتنوا في الحديث عنها افتتان أوربا بأساطير اليونان، كي يرضوا ميول الناس إلى السذاجة، ويمتعوا عواطفهم وأخيلتهم. ولكن هل يتساوى الأثران في المجتمعين: " الإلياذة" في المجتمع اليوناني، والسيرة في المجتمع الإسلامي، وهل كانت السيرة يومًا ما في التاريخ موضوعًا لتسلية قصصية أو مباراة لفظية" (٣).

وفي الجزائر نشرت مجلة "الشباب الجزائرية" (ذي القعدة عام ١٣٥٢ هـ - ١٩٣٤م) تحت عنوان "دسائس طه حسين" قالت: "ألف طه حسين كتابًا أسماه "على هامش السيرة" يعني السيرة النبوية الطاهرة، فملأه من الأساطير


(١) "محاكمة فكر طه حسين" (ص ١٨٥، ١٨٧).
(٢) المصدر السابق (ص ١٨٩).
(٣) المصدر السابق (ص ١٨٨ - ١٨٩).