للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بباريس ١٩٥٥، وحصل على الدكتوراه من السربون سنة ١٩٦٩ حول الإنسية العربية في القرن الرابع الهجري، وحاضر بالعديد من الجامعات الفرنسية والعربية، معظم مؤلفاته بالفرنسية.

وهو علماني يدعو إلى التعامل مع الإسلام - والقرآن والسنة بالمقاييس الغربية، وبالاستفادة من المعطيات التي خلّفها ماركس ونيتشه وغيرهما.

ويعتبر الدين الذي ينتهجه الناس مجموعة من المعطيات البطريركية التي خلّفها الفقهاء وأسبغوا عليها صبغة القداسة. والرجل أمة وحده في منهجه وحربه الشرسة التي تحتاج إلى حنكة ومتابعة.

والتسليم بالدين - بل حتى التسليم بالله تعالى نفسه أمر يحتاج إلى دليل عند محمد عركون، لا يملكه "النصوصيون المتخلفون"!! كمالك وابن تيمية وابن عباس - رضي الله عنهم -، بل إن ذلك ينقصه الدليل الذي يحاول أن يأتي به اليساريون "المسلمون" ويقدمه لنا "المجدد" محمد عركون في كتابه "الإسلام - الأمس والغد: (ص ١٤٠) وما بعدها".

"إن الفكر الإسلامي لا يمكنه أن يتهرب طويلاً (!! ) إن فعل الإيمان "الأرثوذكسي" (١) المحتسب دومًا يقوم على التأكيد بأن الدين يرتكز على الوحي الذي أنزله الله للناس بواسطة الأنبياء لكن الواقع العلمي الحديث ينزع إلى فرض فكرة أن الدين كله من المجتمع، الله -سبحانه وتعالى- بذاته بحاجة إلى شهادة الإنسان له (!! ) (٢).

وهكذا فلا قرآن ولا أنبياء ولا مقدسات، بل محاولة تتمسّح بالمنهجية والعقل من أجل إلغاء الدين والقضاء عليه {وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ} (٣).


(١) يقصد السني الملتزم بالنصوص القرآنية المقدس لها فيما أظن.
(٢) "الإسلام - الأمس والغد" لمحمد عركون (ص ١٤٠) وما بعدها.
(٣) "اليسار الإسلامي خنجر في ظهر الإسلام" (ص ٣٨ - ٣٩).