للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آثار الحياة عنه، أسبابه الجهل والبعد عن أصوله وفروعه، فانشر العلم بين طبقات المسلمين تنتهي كل هذه الخرافات. فثم يطلب الإسلام الإصلاح.

هل يحجر على المتعلم العلم، قال: يصد الباحث، هل يأمر بإحراق المتكلمين في الطبيعيات، هل يزجر أهله عن السعادة المادية، هل يكبح الآخذين به عن الملذات البدنية المعتدلة، هل يقيم لهم الوسطاء والشافعين من الكهنة، هل يأمر الناس بالذلة والمسكنة، هل يحسن للإنسان قتل الناس بمجرد مخالفتهم له في العقيدة، هل يبيع حملته الجنة والرحمة الإلهية، كل ما في الأمر أن جهال المسلمين غلوا في تعظيم الصالحين وفي استعمال البيارق والطبول في الأذكار، وافرط أغنياؤهم في كثرة التزاوج والطلاق، وهي أمور سببها الجهل، وأوجبها سكوت العلماء وغدًا تنتبه العقول فلا يوجد لها عين ولا أثر.

يقول اللورد: إن الإسلام فشل في تكوين نظام اجتماعي وهذه كلمة تضحك الصخر وتبكيه في آن واحد، فيا ليت شعري إذا خاب الإسلام في تكوين نظام اجتماعي فكيف جمع العرب المشتتين وكون منهم أمة دحرت الرومان والفارسيين وما زالت تمتد حتى بلغت أقصى ما بلغته دولة الرومان في قرون وصار ملكها أكبر من ملك إنجلترا اليوم، ألم يقرأ نظام الأندلسيين في غرب أوربا في القرن السابع والثامن والتاسع والعشر والحادي عشر من الميلاد حيث كانت أوربا تتعلم منهم العلوم وتقتبس منهم المدنية.

أتريد دليلاً على فساد مزاعم اللورد كرومر أقوى من قوله: إن الإسلام خاب في تكوين نظام اجتماعي في الوقت الذي أجمعت فيه التواريخ أن الأمة الإسلامية اجتمعت بالإسلام وارتقت به وكونت لنفسها في ممالك متعددة مدنيات باهرة تفضل مدنية اليوم من أكثر الوجوه؟!. ولكن الأغرب في كل ما مر من تعليلات كرومر لإخفاق النظام الاجتماعي الذي وضعه الإسلام قوله: إنه حط من قدر المرأة، كيف حط الإسلام من قدر المرأة، وهو