للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨ - كتاب مواعظ وحكم وإنذارات. فهذا (رينولد نيكلسون) يقرر أن مؤلف القرآن مضطرب غير متماسك في معالجة كبار المعضلات وأنه نفسه لم يكن عالمًا بوجود هذا الاضطراب والتعارض، وأن بيان صحابة الرسول الساذج قد دفعهم إلى الإيمان بأن القرآن كلام الله. وأن الفرق الإسلامية قامت بسبب التعارض الذي يحتويه القرآن.

- ويقول (هنري جونستون): القرآن ليس سوى مجموعة أقوال مقتبسة من التوراة والإنجيل وبعض تعاليم المجوس، وأنه يحتقر المرأة، وقد اشتهر الإسلام بكونه غير قابل للتكيف لما يطابق أحوال الزمان والمكان.

وقد أشار مستر جب كبير الستشرقين الإنجليز في كتاب "الأدب العربي" الذي أصدره عام ١٩٦٣ إلى أن القرآن من صياغة محمد. وقد ردد هذه الشبهات كثير من كتاب التغريب والشعوبية، ونشرها بيننا عدد ممن يكتبون باللغة العربية في صحف مشبوهة تصدر في بعض عواصم العالم العربي كما حاول آخرون أن يزجوا بهذه الشبهات في بعض الرسائل والأطروحات والمؤلفات.

وقد كان مصدر هذه الحملة على القرآن الكريم أساسًا هو الإيمان الأكيد بأن القرآن هو المصدر الأول والأساسي لمقومات الفكر العربي الإسلامي وأن إثارة الشبهات حوله إنما هو هدف كبير في سبيل القضاء على هذه المقومات، وقد بدأ ذلك في عبارات الاستعماريين أمثال (غلادستون) رئيس وزراء بريطانيا الذي حمل المصحف أمام أعضاء مجلس العموم البريطاني وقال: ما دام هذا الكتاب باقيًا في الأرض فلا أمل في إخضاع المسلمين.

ويتصل بهذا ما ذكره كرومر من اتهامات للقرآن من أنه هو المصدر الأول لتأخر المسلمين، غير أن هذه الشبهات لم تكن صادرة إلا عن تعصب أو خصومة أو دوافع استعمارية، وروح صليبية.