للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البريطاني والتعامل مع الإنجليز والشاجبين لمفاهيم الحزب الوطني في المفاوضة قبل الجلاء. ولقد وجدت السيدة هدى شعراوي الفرصة سانحة للتبرير خاصة وأن السيدة صفية زغلول -ابنة مصطفى فهمي الذي حكم مصر بالحديد والنار خلال أول مراحل الأستعمار البريطاني ثلاثة عشر عامًا وزوج سعد زغلول والمسماة بأسماء الأضداد (أم المصريين) - تستأثر بالزعامة السياسية فأرادت أن تفتح مجالا جديداً تنفرد فيه بالزعامة فكان ذلك هو مجال المرأة وخاصة وأنها نزعت نقابها في ثورة ١٩١٩. ولقد تلقفتها جماعات تحرير المرأة العالمية والمنبثة في أوربا وخاصة في باريس وبرلين وبروكسل والتابعة للمحافل الماسونية ومنظمات الصهيونية العالمية، ووجدت فيها طيرًا سمينًا فدعتها إلى حضور المؤتمرات النسوية العالمية التي كانت الصهيونية العالمية تديرها من وراء ستار، والتي كانت تستهدف إحداث الضجيج حول حقوق المرأة السياسية في البرلمان والحكم وخلخلة المجتمعات الإسلامية ودفعها إلى طريق الانهيار والمعروف أن هدى شعراوي لم تنطلق في دعوتها من أي منطلق إسلامي. بل على العكس من ذلك كانت سيدة سافرة برزة لها صالون ويتحلق حولها عدد من الرجال المجندين لكتابة الخطب والكلمات التي كانت تلقيها في الاحتفالات وكانت تنفق على ذلك من أموال سلطان باشا التي دفعت ثمنها الثورة العرابية.

ودعت إلى تلك الأفكار التي تحرض المرأة على التحرر من القيود الاجتماعية، والانطلاق حتى كان أحدهم يقول لواحدة سألته: "لو كنت بغير أولاد لقلت لك اتركيه ورزقك ورزق قلبك على الله".

والمعروف أن السيدة هدى شعراوي لم تكن تعبأ في دعوتها بالمفهوم الإسلامي للمرأة، أو تصدر عن فهم حقيقي لرسالة البيت والأُسرة، ولم تكن تتحرك في هذا الإطار. وإنما كانت تضع أمامها المرأة الغربية كمثل أعلى. ولذلك فقد شجعت أسباب الزينة والأزياء والمودات المستحدثة.