للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإيمان، إلا وذاق معه حلاوة الوعد، وصدق العهد، ومن أوفى بعهده من الله؟ ومن أصدق من الله حديثًا؟

وفي القرآن والإسلام شفاء ورحمة، شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة، فهو يصل القلب بالله، فيسكن ويطمئن، ويرضى فيستروح الرضا من الله والرضا عن الحياة؛ والقلق مرض، والحيرة نَصَب، والوسوسة داء، ومن ثم فهو رحمة للمؤمنين.

وفي الإسلام شفاء من الاتجاهات المختلة في الشعور والتفكير ممن سنعرض نماذج منهم شطوا وبالغوا في شططهم وشطحهم، وهم في الدنيا مغلوبون من أهل هذا القرآن .. مغلوبون من أهل الله قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين" (١).

والمسلم ذو نسب عريق، ضارب في شعاب الزمن، وعقيدة الإسلام هي وطنه وهي قومه، وهي أهله، ومن ثم يتجمع الطيبون الطاهرون القانتون العابدون عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج.

إن المسلم واحد من ذلك الموكب الكريم الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم: نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ويعقوب ويوسف وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام {وإِن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}.

* ويبقى الميزان الدقيق للإيمان في النفوس قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ


(١) رواه مسلم وابن ماجه عن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>