للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإبهام أو نقص موجب للحيرة.

ثالثًا: زعم أن مهمة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت بلاغًا للشريعة مجردًا من الحكم والتنفيذ.

رابعًا: أنكر إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام وعلى أنه لا بد للأمة من يقوم بأمرها في الدين والدنيا.

خامسًا: أنكر أن القضاء وظيفة شرعية، وقال: إن الذين ذهبوا إلى أن القضاء وظيفة شرعية جعلوه متفرعًا من الخلافة.

سادسًا: زعم أن حكومة أبي بكر والخلفاء الراشدين من بعده -رضي الله عنه- كانت لا دينية. وهذه جرأة لا دينية.

صدر كتاب الإسلام وأصول الحكم عام ١٩٢٥ سابقًا لكتاب الشعر الجاهلي لطه حسين، وقد كشفت الأيام من بعد كيف أن هذا الكتاب من تأليف المستشرق اليهودي مرجليوث المقيم في لندن وأنه أهداه لعلي عبد الرازق عندما زارها دارسًا (١).

وقد ظل هذا السر محجوبًا إلى وقت قريب حين كشف عنه الدكتور ضياء الدين الريس في كتابه "الإسلام والخلافة في العصر الحديث" الذي صدر عام ١٩٧٢ تقريبًا وكان المظنون خلال أكثر من خمسين عامًا أنه من تأليف الشيخ عبد الرازق، وقد عد هو وكتاب طه حسين عن الشعر الجاهلي من الأسس التغريبية التي اعتبرها الشيوعيون والعلمانيون مرجعًا لخطتهم وأهدافهم في هدم مفهوم الإسلام في السياسة والأدب، وقد قوبل الكتاب عند صدوره بمعارضة شديدة وألفت كتب كثيرة في الرد عليه وكتبت


(١) درس علي عبد الرازق في إنجلترا عام ١٩١٢ لاكسفورد ثلاث سنوات واضطر إلى العودة تحت ظروف الحرب العالمية.