للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصراع والاستعلاء بالجنس والعنصر.

وهو أول من حمل لواء العنصرية والعرق والدم بديلاً لمفهوم الإسلام الذي يقوم على الإخاء الإنساني. وقد كان فلاسفة الفكر القومي التركي من الاتحاديين: تلاميذ الفلسفة الوضعية متشبعين بالنزعة الطورانية العدوانية. وقد استمد ساطع الحصري مفهومه للعروبة من مفهوم القومية الغربية، والنظرية التي طبقها الأتحاديون في تركيا. فقد ركز على اللغة والتاريخ وعزلهما عن الفكر الإسلامي الجامع ككل كما ركز طه حسين على الأدب وعزله عن وحدة الفكر الإسلامي.

ونظرية ساطح الحصري التي روجت لها بعض الأحزاب السياسية العربية قد أثبتت خلال أكثر من ثلاثين عامًا فشلها الذريع، وعجزها عن العطاء؛ لأنها فرغت مفهوم العروبة من قيمه وتاريخه وعناصره الأخلاقية الروحية وجعلته مفهومًا ماديًا خالصًا.

وقد اعترف ساطع الحصري بأن إسرائيل قومية تقوم على الدين ورفض اعتبار الإسلام مقومًا بوصفه دينًا (بمفهوم اللاهوت). ذلك أن مفهوم ساطع الحصري للإسلام ناقص، فهو يراه دينًا لاهوتيًا وليس دينًا ومنهج حياة ونظام مجتمع على النحو الذي يؤمن به دعاة العروبة الإسلامية.

لقد فهم الإسلام على أنه "دين عبادي" كما فهم الأوربيون المسيحية، ولم يفرق بين الدين بعامة والإسلام، ولم يفرق بين العصر والبيئة والجذور الثقافية التي يختلف فيها عن مفهوم القومية في أوربا.

ولقد كان مفهومه للعروبة ناقصًا. فلم يصل الى مفهوم العروبة المترابط مع الإسلام، هذا الترابط الجذري الذي لا سبيل للانفكاك عنه.

ويرى كثير من الباحثين أن ساطح الحصري لم يعايش المناخ العربي قبل أن يضع مجموعة آرائه، وأنه استهدى بمناخ البلقان والنظرية الألمانية في