ذلك الخديو إسماعيل وأنها جزء من حوض البحر المتوسط.
- يقول طه حسين في كتابه "مستقبل الثقافة": "إن العقل المصري منذ عصوره الأولى عقل إن تأثر بشيء فإنما يتأثر بالبحر الأبيض المتوسط، وإن تبادل المنافع على أخلاقها فإنما بتبادلها مع شعوب البحر المتوسط. فإذا لم يكن بد من أن نلتمس أسرة للعقل المصري نقره فيها فهي أسرة الشعوب التي عاشت حول بحر الروم، وإن كلمة إسماعيل لم تكن فنًا من فنون التمدح أو لونًا من ألوان المفاخرة، وإنما كانت مصر دائمًا جزءًا من أوربا في كل ما يتصل بالحياة الثقافية العقلية".
- وهذه دعوى عريضة باطلة، وقد وجه طه حسين بعشرات الردود التي تكسف شمسه وتزيف رأيه، ولكنه كان يمضي في هذا الطريق على نحو من الصلف والكبرياء الكاذب الذي لا يبلغه.
ولقد أخطأ خطأً بالغًا حين كتب في جريدة "كوكب الشرق" عام ١٩٣٣ هذه العبارة: "وإن المصريين قد خضعوا لضروب من البغي وألوان من العدوان جاءتهم من الفرس واليونان وجاءتهم من العرب والترك والفرنسيين وجاءتهم الآن من الإنجليز، وهم قد صبروا لهذا كله وانتصروا على هذا كله فردوا من ردوا من المعتدين وأفنوا في أنفسهم من أفنوا من هؤلاء المعتدين".
- وقام شباب متحمس لعروبته في دمشق في ساحة الشهداء بحرق بعض كتب طه حسين. وانهالت الردود على طه حسين من عبد الرحمن عزام، ومحمد علي علوبة، وأحمد حسن الزيات، وعبد القادر حمزة، وعلي الجندي (العربي - إبريل عام ١٩٨٠).
وأعلنت مجلة "المكشوف" المارونية البيروتية عام ١٩٣٨ عن كتاب لم يصدر للدكتور طه حسين هو "مستقبل حضارة البحر التوسط في الشرق والغرب". وجاء في هذه المجلة قول طه حسين: "أؤكد قول أحد الطلبة