للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحلفاء الجرارة! وتعلق الأمة الإسلامية اليائسة فيه أملها الكبير وحلمها المنشود، وفي أوج عظمته وانتفاخه ينقض على الرمق الباقي في جسم الأمة فينهشه ويجهز عليها إلى الأبد! وهذا أفضل قطعًا من كل الـ "مائة مشروع لتقسيم تركيا" (١) وهدم الإسلام.

- وتمت صناعة البطل بنجاح باهر ووقف يتحدى الحلفاء وألقى باليونان في البحر (٢)، ولم ير الحلفاء بدًا من التفاوض معه! وكانت ثمرة المفاوضات هي - الاتفاقية المعروفة باتفاقية "كيرزن" عام ١٩٢٣ ذات الشروط الأربعة:

"١ - إلغاء الخلافة الإسلامية نهائيًّا من تركيا.

٢ - أن تقطع تركيا كل صلة مع الإسلام.

٣ - أن تضمن تركيا تجميد وشل حركة جميع العناصر الإسلامية الباقية في تركيا.

٤ - أن يستبدل الدستور العثماني القائم على الإسلام بدستور مدني بحت (٣).

- ويصف المؤرخ (آرمسترونج) خطوات تنفيذ الاتفاقية قائلاً:

"انطلق كمال أتاتورك يكمل عمل التحطيم الشامل الذي شرع فيه وقد قرر أنه يجب عليه أن يفصل تركيا عن ماضيها المتعفن الفاسد، يجب عليه أن يزيل جميع الأنقاض التي تحيط بها، هو حطم فعلاً النسيج السياسي القديم، ونقل السلطنة إلى ديمقراطية، وحول الامبراطورية إلى قطر فحسب، وجعل


(١) عنوان كتاب ألفه جوفار ولخصه الأمير شكيب أرسلان في حاضر العالم الإسلامي.
(٢) الأبطال الحقيقيون لحرب الاستقلال ذكرهم مؤلف كتاب "الرجل الصنم" وعلى العموم، فإن شجاعة المجاهدين الاتراك هي التي مكنت أتاتورك من ركوب الموجة، انظر الفصل الرابع من الكتاب المذكور.
(٣) "المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام" لمحمد محمود الصواف (ص ١٧٤).