أما د. نوال السعداوي فإن عداءها للدين واضح، وهي لا تُخفيه بل يظهر جليًا في نصها، وهو عداء يقوم على الأسس التالية كما أوردتها في صفحات النص المختلفة:
١ - أن الدين صناعة إنسانية، ومنتج تاريخي، وهي رؤية علم الاجتماع الغربي بمدارسه الكلاسيكية واليسارية على حد سواء، لذا نجدها تتحدث عن أن الأديان نشأت في عصور قديمة يحكمها النظام العبودي (١)(ص ٧)، وهي تتبنى التقسيم الماركسي للتاريخ لمراحل تصاعدية، والدين ينتمي للماضي وليس للحاضر أو المستقبل وهو بالضرورة أداة قهر.
٢ - أن أي محاولة للحديث عن الدين بشكل إيجابي يجب أن تحول الدين إلى منحى (ذاتي/إنساني/جواني)، فجدتها كان تقول:"إن الله عرفوه بالعقل"(فلا حاجة للوحي ألبتة إذن)، ووالدها يقول: أنا أعرف الله في أعماقي وهو العدل، الله يخرج من أعماقنا وليس من المطبعة أو من فوق المآذن والجوامع، وهي أقوال كلة حين تستشهد بها الكاتبة أن هذه أول خطوة لفصل الدين عن الحياة وأن هذا هو عين سبب فقدان الدين لآفاقه التحررية كمصدر للعدل الاجتماعي وليس العكس.
٣ - أن الدين يجب أن يخضع للهوى، فيتغير بتغير الظروف، لا بالتجديد والاجتهاد وضبط التوازن بين المطلق (الوحي) والنسبي (الواقع) بل بإخضاع المطلق للنسبي، الوحي للمادة، وإلا كان الدين ظلاميًا رجعيًا وأداة
(١) كلامها بالنص (ص ٢٧) من كتاب "المرأة والدين والأخلاق" نشأت الأديان في عصور قديمة يحكمها النظام العبودي، وانعكست الفلسفة والقيم العبودية على هذه الأديان بشكل واضح، لهذا السبب نجد بعض المفاهيم التي تشير إلى "الرق" في بعض الآيات الدينية كما نجد أيضًا التي تشير إلى أن جنس الذكور أعلى درجة أو درجات من جنس الإناث".