- إن احتيال الدجال هيكل وزمرته قد أطال بقاء الوثن في الحكم، بزعم أنه تجاوز عمره الافتراضي في مايو ١٩٦٧ م يوم أعلن أنه لن يحارب .. لن يهاجم .. لن يبدأ، ثم حشد مئات الألوف من الجنود بلا استعداد، بلا خطة، وجعلهم عراة في الصحراء، وكأنه "رومولوس" آخر ملوك الإمبراطورية الرومانية، عندما قرّر أن يصفي الإمبراطورية لأنها كبرت وشاخت، فقبل أن تحاكمه وتحكم عليه، حاكمها وحكم عليها، وأدانها ونفّذ فيها حكم الإعدام في صبيحة الخامس من يونيو عام ١٩٦٧ م.
- وظهرت براعة عبد الناصر وهيكل في التمثيل يوم النكسة وما بعدها، فقد قررّ عبد الناصر أن يتنحَّى ظهرًا ويعود ليلاً، وأعد له خطاب التنحي الممثل البارع محمد حسنين هيكل، ورُسِمت الأدوار بواسطة الدّجالين .. يترك ناصر الحكم لوزير الحربية المهزوم شمس بدران ثم يعدل عنه إلى زكريا محيي الدين وهو كريه عند الشعب المصري، وكأنه يتنحَّى من ناحية ويدفع الناس إلى التمسك به، ودُبِّرت مظاهرات العدول عن التنحي، وكانت الصورة التي يجب أن نخجل لها حتى آخر الزمان .. صورة "أعضاء مجلس الأمة، وهم يرقصون طربًا؛ لأن عبد الناصر قد قررّ العودة، أوْ قل: فرقة الفنون الشعبية التابعة لمجلس الأمة .. رقص الناس طربًا وفرحًا للرجل الذي مسح بهم الأرض من المحيط إلى الخليج .. للرجل الذي كان سببًا في سفك دماء الآلاف الذين ذبحوا على رمال سيناء .. للرجل الذي أدخل اليهود في مصر وسوريا والأردن والقدس في ست ساعات".
- أية شعوب هذه التي تهلل وتكبر للزعيم الذي جلب لها هزيمة نكراء لا مثيل لها في التاريخ القديم والحديث، ومع هذا يعلن هيكل أننا انتصرنا لبقاء عبد الناصر في الحكم وإن ضاعت سيناء برملها، ولسوف يُسأل هيكل عن دجله أمام محكمة التاريخ، وأمام الأجيال القادمة ... وسيسأل أمام الله