للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا تحول المؤمنون بالنص والدعاة إليه إلى "لصوص"؟!!، والعبارة استعارها حنفي من الشاعر الماركسي الفلسطيني محمود درويش (١).

وصار المهم عند هؤلاء مسايرة روح العصر فقط، وتساوت لديهم النصوص الدينية في حجيتها مع الأمثال العامية والأغاني الشعبية.

- يقول حسن حنفي حول هذه الفكرة: ما يهمنا هو روح العصر، وما نهتم به هي مشاكل العصر .. لذلك نهتم بالأمثال العامية وبسير الأبطال، كما نفعل تمامًا مع النصوص الدينية، ونهتم بالأغاني الشعبية (٢).

ثم أصدر حنفي كتابًا تحت عنوان "قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر" بث فيه الشكوك والإلحاد، ويدعو إلى أن الفكر الغيبي أقرب إلى الأساطير منه إلى الفكر الديني، وأن قصص آدم وحواء والملائكة والشياطين، كلها رموز أو جزء من الأدب الشعبي، ويرى هذا الضال المرتد أن العقل ما كان في حاجة إلى الشرع؛ لأن الإنسان لا يحتاج إلى الوحي، وأن ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- يؤمنان بوجود الشياطين والجن، وهذا هو أحد وجوه الضعف في هذه المدرسة، وأن الإنسان لا يحتاج لكونه مسلمًا إلى الإيمان بالجن والملائكة" (٣).

وقد وصلت به الحماقة إلى أن يقول: "يمكن للمسلم المعاصر أن ينكر كل الجانب الغيبي في الدين ويكون مسلمًا حقًا في سلوكه" (٤).

***


(١) انظر "ظاهرة اليسار الإسلامي" لمحسن الميلي (٥٣ - ٥٥).
(٢) ماذا يعني اليسار الإسلامي (مقال) لحسن حنفي، مجلة اليسار الإسلامي - العدد الأول.
(٣) "قلاع المسلمين مهددة من داخلها" للدكتور محمد عبد القادر هنادي (ص ٤٢).
(٤) "قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر" للدكتور حسن حنفي (ص ٩١ - ٩٣) - دار التنوير - بيروت.