جاء بها دينها، وتجسدت عادات وأعرافًا في حياتها .. فهو "فنان كبير"، احترف رسم الجسد العاري للنساء .. وللنساء المعدمات، اللائي يكتسبن من حرفة "الموديل"، واللائي يخجلن من هذه الحرفة، فيكتمن ممارستهن لها حتى عن زميلاتهن فيها .. لأنها -حتى في عرفهن- "نخاسة حداثية"، يبعن فيها الحشمة والكرامة والكبرياء والخصوصية لقاء كسرة خبز أو جرعة دواء!
وفي حديث صحفي مع هذا "الفنان الكبير" نشرته مجلة أدبية شهيرة -كجزء من كتاب تحت الطبع- يصدر عن هذا "الفنان"، تحدث عن واحدة من النساء "الموديل" .. تلك التي رسم لجسدها العاري ثلاثمائة لوحة، وهي ترقص -بعد أن "سَطَلَها" بالحشيش، وأسكرها بزجاجة "البولانكي" الرخيص! .. يتحدث هذا "الفنان" الكبير عن "تجربته الفنية" مع الجسد الأنثوي العاري، فيقول- عن "صفية"، التي "جُنَّ بجسدها العاري، حين شاهده، إلى حد تخصيص معرض كامل لها هو معرض [الراقصة] أوائل الثمانينيات .. وكيف أحضر لها "قرش الحشيش" وزجاجة "البولانكي" الرخيص، لتسكر حتى الصباح بينما يدير أسطوانة [يا مسهّرني] لسيد مكاوي، لترقص على إيقاعها طول الليل"!.
- ثم يستطرد في الحديث عن "تجربته الفنية" هذه، فيقول:
"كانت جميلة، أطرافها طويلة، وجسمها طويل. لقد أضافت إلى خطوطي الكثيرة .. منحتني معرض [الراقصة]، ومنحتني القدرة على رسم "الإسكتش" السريع [٣٠٠ سكتش] كنت أرسم بسرعة جنونية على أوراق "الكلك" حتى ألاحق حركة جسدها مع إيقاع الموسيقى .. ومنحتني حساسية خاصة في التعامل مع الإيقاع، ومنحتني أيضًا صدقًا وإخلاصًا نادرًا .. وأظن أن هذا التجاوب شرط مهم لمستوى اللوحة، وحتى لا أضطر إلى المزيد من الإغراءات من فلوس وتودد وغواية"!!