الكتابة والأداء عن بلاغة القرآن؛ والقضاء على الفصحى التي صمدت في وجه الغزو والتي توحد بين العرب سياسيًّا واجتماعيًّا وبين العرب والمسلمين ثقافيًّا وعقائديًّا؛ ويجري سعيد عقل في هذا مع مخططات الشعوبية التغريبية التي تهدف إلى قطع الحاضر العربي عن الماضي الإسلامي، وتحطم الوحدة اللغوية في الأقطار العربية، ومن أهداف سعيد عقل والمخطط الذي يعمل له: عزل لبنان عن العروبة، وإقامة فينيقية لبنانية مستقلة عن الوجه العربي وقد أصدر أول كتاب باللهجة اللبنانية بالحرف اللاتيني سنة ١٩٦١ أسماه (ياره - شعر) هذا الكتاب مطبوع بأحرف الأبجدية اللاتينية؛ مضافًا إليه سبعة رموز جديدة وأحد عشر حرفًا لاتينيًّا زيدت عليها إشارات خاصة حتى تؤدي أصواتًا مكان الحرفين اللذين يؤديان في اللهجة اللاتينية صوتًا واحدًا.
والدعوة إلى (اللهجة العامية مكتوبة بالحروف اللاتينية) دعوة قديمة وقد وضع رموزها وشيئًا من نماذجها مستشرقون كثيرون، لغايات علمية أو مآرب سياسية. وفي لبنان مؤسسة تستهدف تحقيق أهداف الشعوبية يحمل لواءها أنيس فريحة وسعيد عقل. ووجه الخلاف بينهما أن كلاًّ منهما يريد إحلال لهجة قريته رأس المتن أنيس فريحة، وزحلة سعيد عقل.
- ويقول الدكتور عمر فروخ: إن من يقرأ شعر سعيد عقل باللغة الفصحى والحرف العربي يجده أحاجي وألغازًا، فما قولك ونحن نقرأ شعره العامي بالحرف اللاتيني، إن غير اللبناني لن يقرأ هذا الكتاب، إذ ليس في مكنته ولو كان يعرف الأحرف اللاتينية الخمسة والعشرون، ثم حفظ الرموز العشرين التي زادها سعيد عقل على الأبجدية اللاتينية؛ أن يصل إلى تلك الرموز المطموسة، إن الكتاب موضوع بلهجة لا تهز حماسة اللبناني العامي ولا تدخل على قلوبهم متعة؛ فالمتعة الأدبية كالمتعة الفنية جو اجتماعي قبل أن تكون حروفًا ورموزًا.