للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجشعًا. وكذلك حضر لزيارتنا كاتم أسرار ملكة الإنجليز محب الحرية (السير وليم جريجري) الرجل الإرلندي الذي كان قد تولى حكومة جزيرة سيلان مرتين إجابة لرغبة أهل تلك البلاد" (١).

فوا عجبًا متى كان الصليبيون والقساوسة متفانين في حب الحق والعدل والحرية، عاشقين للشرقيين عمومًا، وللمصريين خصوصًا. وغريب أمر هذا الرجل .. فهل كل من يهرع إلى مكتبه أو يزوره في بيته يكون محبًا للحرية والعدل حتى ولو كان أمينًا لأسرار ملكة بريطانيا!!.

والحقيقة التي يؤسف لها أن "القائد أحمد عرابي" الذي قاد الثورة الشعبية ضد الإنجليز و (الخديوي توفيق) عام ١٨٨٢ م كان في الواقع بعيدًا عن عقيدة أهل السنة والجماعة، جاهلاً لكثير من قضاياها المهمة التي على رأسها عقيدة الولاء والبراء والتي أجزم أنه لم يع معناها أبدًا.

بالإضافة إلى عدم وضوح المنهج وصفاء الرؤية، واعتقاده الساذج أنه يمكن أن يستغل علاقاته بهؤلاء الماكرين في إزالة الصعوبات التي كان يضعها الإنجليز في طريق حرية البلاد واستقلالها.

هذا الخلل الخطير في شخصية الزعيم (أحمد عرابي) كان من الأسباب الخطيرة في انهزام الجيش المصري، وانتصار الجيش البريطاني بكل سهولة.

فحين احتل الإنجليز الإسكندرية عزم عرابي على ردم مدخل القناة ليمنع الأسطول الإنجليزي من إنزال جنوده في الجبهة الشرقية، ولكن المستر ديلسبس أثناه عن عمله هذا، ووعده بمنع الأسطول من المرور في القنال


(١) "كشف الستار عن سر الأسرار في النهضة المصرية" لأحمد عرابي الحسيني (١/ ٢٧٠) - مطبعة مصر.