للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"الإسلام والثورة" (٥٤).

ويقول: "والإسلام عندما انحاز في المسألة الاجتماعية إلى مجموع الأمة وجعل الاحتياجات معيارًا للحيازة إنما كان يستهدف تفادي المخاطر والمضار التي تنشأ عن تركز ثروة الله -ثروة الأمة- بيد قلة من الأغنياء يتداولونها ويحتجزونها فيما بينهم لأن في ذلك الفساد كل الفساد في المادة والفكر في الدنيا والدين .. فالثروة يجب أن توزع وفق الاحتياجات وذلك حتى لا يزداد غنى الأغنياء فيصبح المالى حكرًا عليهم يتداولونه دولة بينهم" "الإسلام والثورة" (٥٧).

ويقول: "ومذهب أبي ذر الغفاري أنه ما زاد على حاجة الإنسان فهو كنز سيكوى به ويعذب يوم القيامة حتى وإن أخرج عنه الزكاة .. وهو أيضًا مذهب علي بن أبي طالب الذي قرر أن الحد الأقصى لنفقة الإنسان ٤٠٠٠ درهم وما كثر عنه فهو كنز وإن أديت زكاته" "الإسلام والثورة" (٦٤)!!!.

ويقول: "فتحريم الربا -وهو المال الناشئ عن مال دون عمل- يقطع بأن الفلسفة الاجتماعية للإسلام تقف مع المذهب القائل أن العمل هو الذي يعطي الأشياء حقيقة ومعظم قيمتها. وهو الأساس في الكسب وعليه المعول الأكبر في التمايز والامتياز" "الإسلام والثورة" (٧٠).

- أخيرًا يلخص فكرته قائلاً: "لقد جعل المال مالاً لله .. منه فاض وعنه صدر وجعل الناس جميعًا مستخلبين فيه .. وحدد العمل سبيلاً للاختصاص فيه والحيازة منه .. ونهى عن حيازة ما زاد عن الاحتياجات التي يحدد العرف والعادة ودرجة ثراء المجتمع حدودها القصوى .. ونبه على وجوب الاشتراك العمومي في المصادر الأساسية لثروة الأمة والمجتمع" "الإسلام والثورة" (٧١).