للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاعرًا وعالمًا يمارس في (سامراء) تعليم الخط والنحو والنجوم وكان واحدًا من المقربين إلى الخليفة المنتصر بالله" (٢٦٠).

"بالرغم من اشتهار هذه الثورة (بثورة الزنج) إلا أنها لم تكن ثورة عنصرية ولا خاصة للزنج وحدهم ولم تقف أهدافها عند المطالبة بتحرير العبيد أو تحسين ظروف عملهم .. فقائد هذه الثورة عربي وعلوي -رغم تشكيك خصومه في صحة نسبه العلوي- وأغلب قوادها كانوا عربًا" (٢٦٠).

ودولة علي بن محمد التي يسعى لها: "تعمل من أجل نظام اجتماعي هو أقرب إلى النظم الجماعية التي يتكافل فيها ويتضامن مجموع الأمة" (٢٦٤)! يعلق الدكتور على هذا الموضع قائلاً: "يشبه نظام الملك الفلسفة الاجتماعية والتنظيم المالي لثورة الزنج بالمزدكية التي قامت على الاشتراك العمومي في ثروة المجتمع" (٢٦٤). فهلاّ شبهتها بالاشتراكية الحديثة!؟.

وأما في كتاب "نظرة جديدة" فقال: "إن ثورة الزنج قامت بجنوب العراق ضد نظام الحكم العباسي وشاركت فيها جماهير الفلاحين الفقراء مع العبيد الأرقاء والأقنان الذين كانوا يعملون في تخليص مزارع الأغنياء وكبار الملاك من ملوحة مياه الخليج .. وكانت لهم أفكار اجتماعية متقدمة وبطولات ثورية في ثورتهم هذه ضد النظام الاجتماعي والسياسي الذي ساد بغداد .. " (١٨) وفي كتاب "التراث في ضوء العقل" يقول عنها: "لم تكن ثورة عنصرية عرقية قام بها الزنج العبيد ضد العرب الأشراف كما يزعم ذلك بعض المستشرقين وإنما كانت ثورة عامة للذين اختاروا الصراع العنيف طلبًا للعدل والحرية ورفضًا لسيطرة الأعاجم الأتراك على الخلفاء العباسيين واستئثارهم بخيرات البلاد، وإذا كان لهذه الثورة شرف القتال لتحرير العبيد في ذلك الوقت المبكر من تاريخنا - وهو ما يشرف هذا التاريخ فإن هذا الشرف لم يكن هدفها الوحيد" (٢٢٠).

- قلت: الدكتور معجب أشد الإعجاب بثورة الزنج، وإذا عرف