للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في أسرة نشأ بها، فسمع شيئًا عنها وتأثر بها تأثرًا ما، كما أنه وجد معظم الشعر الأردي والفارسي مصطبغًا بتلك الفكرة، فنسمع صداها في بعض أبيات نظمها إقبال خلال الفترة الأولى لشعره، بينما نجد أن أستاذه المولوي السيد مير حسن كان معروفًا باتجاهاته الوهابية وكان يتهم أحيانًا بالطبيعية.

ففكرة وحدة الوجود لم تصل إلى مستوى العقيدة في فكر إقبال وشعره في يوم من الأيام (١).

ورأي السيد نذير نيازي هذا يبدو لنا أقرب إلى الصواب، فإن إقبالاً كان متأثرًا بحركة السيد المجدد السرهندي لتطهير التصوف من الأفكار غير الإسلامية أو العجمية، على ما يسميه إقبال. والسيد السرهندي قد ردّ ردًّا عنيفًا على أفكار محي الدين بن عربي الأندلسي، رأس القائلين بوحدة الوجود. فكان من قوله ضمن بعض رسائله: إن ابن عربي قد زلقت رجله في أثناء الطريق، وانخدع بما يعترى السالك من الأحوال في سفره الروحي ويتراءى له من وحدة هذا الوجود فلو تقدم خطوة لشاهد أن لا وحدة بين وجود العبد والمعبود، وأن الله هو الوراء ثم وراء الوراء ثم وراء الوراء. وقد سمى السيد المجدد هذه الوحدة التي تتراءى أثناء سلوكه بمرحلة وحدة الشهود لا بوحدة الوجود في الحقيقة. وكذلك جاء ضمن بعض رسائله: "إننا نحتاج إلى النصوص لا إلى الفصوص" (٢).

وانظر قوله ضمن مقدمة "الأسرار والرموز" (٣).


(١) انظر "دانأي راز" للسيد نذير نيازي (ص ٤٢٨ - ٤٥١).
(٢) انظر "تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند" لمسعود عالم الندوي" (ص ١١٢ - ١١٣) ومجلة "نقوش" العدد ١٢١، (ص ١٢٠ - ١٢١)، ويقصد السيد المجدد بالنصوص نصوص الكتاب والسنة وبالفصوص كتاب "فصوص الحكم" لابن عربي.
(٣) مقدمة "الأسرار والرموز" لإقبال تعريب الدكتور عزام ضمن كتابه "محمد إقبال" (ص ٨٦ - ٨٨).