أحدث عنك النفس أن لست راجعا ... إليك فخزني فِي الفؤاد دخيل
أريد هبوطا نخوكم فيردنى ... إذا رمته دين عَلَى ثقيل
فقَالَ هارون الرشيد: يقضى دينه، فطلب فإذا هو ميت قبل ذلك هذا بشهر
وحَدَّثَنَا ابن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يحيى النحوى، قَالَ: اراد الفضل بن يحيى أو جعفر بن يحيى سفرا، فقَالَ: قاتل الله جميلا، ما أشعره حيث يقول:
لما دنا البين بين الحى واقتسموا ... حبل النوى فهو فِي أيديهم قطع
جادت بأدمعها ليلى وأعجلنى ... وشك الفراق فما أبقى وما أدع
يا قلب ويحك ما عيشى بذى سلمٍ ... ولا الزمان الذى قد مر مرتجع
أكلما بان حى لا تلائمهم ... ولا يبالون أن يشتاق من فجعوا
علقتنى بهوى منهم فقد جعلت ... من الفراق حصاة القلب تنصدع
وقرأت هذه الأبيات فِي شعر جميل عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، مكان فما أبقى، فما أبكى، ومكان عيشى، عيش، ومكان، بهوى منهم، بهوى مردٍ وقَالَ الأصمعى: من أمثالهم جاء يفرى الفرا ويقد، إذا جاء يعمل محكماً، ومثله جاء يفرى الفرى.
ويقَالَ: الحق أبلج والباطل لجلج، يراد أن الحق منكشف، والباطل ملتبس.
ويقَالَ: ماء ولا كصداء، مثل حمراء، بئر طيبة الماء جدا، وكان أَبُو العباس محمد بن يزيد، يقول: كصدآء عَلَى وزن صدعاء، يقول: هذا ماء ولا بأس به، وليس كصداء، يضرب مثلا لمن حمد بعض الحمد ويفضل عليه غيره.
ويقَالَ فتي ولا كمالك، مثله.
ومرعي ولا كالسعدان، مثله.
وأنشدنا ابن دريد، عَنْ عبد الرحمن، عَنْ عمه لرجل من بنى كلاب:
فلما قضينا غصة من حديثنا ... وقد فاض من بعد الحديث المدامع
جرى بيننا منا رسيس يزيدنا ... سقاما إذا ما استيقنته المسامع
كأن لم تجاورنا أمام ولم نقم ... بفيض الحمى إذ أنت بالعيش قانع