فهل مثل أيامٍ تسلفن بالحمى ... عوائد أو غيث الستارين واقع
فإن نسيم الريح من مدرج الصبا ... لأوراب قلبٍ شفه الحب نافع
: الرس: شيء من الخبر، والرسيس مثله، قَالَ الأفوه الأودى:
بمهمه ما لأنيسٍ به ... حس وما فيه له من رسيس
وقَالَ أَبُو زيد: رسوت عنه حديثا أرسوه رسواً حدثت عنه، وقَالَ غيره: رسست الحديث فِي نفسى ارسه رسا إذا حدثت به نفسك، قَالَ الأصمعى: رسست بين القوم: أصلحت بينهم.
والأوراب: واحدها ورب، وهو فساد يكون فِي القلب وفى غير ذلك، والعرب تقول: إنه لذو عرقٍ وربٍ، أى فاسد.
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، عَنْ عبد الرحمن، عَنْ عمه، لرجل من بنى كلاب أيضاً:
تحن إِلَى الرمل اليمانى صبابةً ... وهذا لعمرى لو رضيت كثيب
فأين الأراك الدوح والسدر والغضا ومستخبر عمن تحب قريب
هناك تغنينا الحمام ونجتنى ... جنى اللهو يحلو لى لنا ويطيب
قَالَ أَبُو زيد: قَالَ الكلابيون سمعت سراً فما جايته: مثال جعيته، أى لم أكتمه، وفلان لا يجأى سراً، أى لا يكتمه، والمصدر الجأى والسقاء لا يجأى الماء، أى لا يحبسه، والراعي لا يجأى غنمه إذا لم يحفظها فتفرقت.
وفلان لا يحجو سراً: أى لا يكتمه، والمصدر الحجو، والسقاء لا يحجو الماء، أى لا يحبسه، والراعى لا يحجو غنمه: أى لا يحفظها.
قَالَ الأصمعى: يُقَال: طمح فِي السوم إذا استام بسلعته أكثر مما تساوى، وتشحى فِي السوم، وأبعط فِي السوم، وشحط فِي السوم، وذلك أن يتباعد.
قَالَ: ويقَالَ مصع الظبى ولألأ إذا حرك ذنبه.
ومثل من أمثالهم لا آتيك ما لألأت الفور والعفر، أى ما حركت أذنابها، أى لا آتيك أبداً، قَالَ: والأعفر: الأحمر من الظباء.
والفور: السود، وقَالَ لى أَبُو بَكْرِ بن دريد: قَالَ الأصمعى: الفور: الظباء لا واحد لها.
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيي النحوي:
رفعنا الخموش عَنْ وجوه نسائنا ... إلى نسوة منهم فأبدين مجلدا