إن التى زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها
بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلبانه فأرقها وأجلها
حجبت تحيتها فقلت لصاحبى ... ما كان أكثرها لنا وأقلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوةٍ ... شفع الضمير لها إِلَى فلسها
وقرأت عليه لعبد الله بن الدمينة الخثعمي:
ولما لحقنا بالحمول ودونها ... خميص الحشا توهى القميص عواتقه
قليل قذى العينين يعلم أنه ... هو الموت إن لم تلق عنا بوائقه
عرضنا فسلمنا فسلم كارها ... علينا وتبريح من الغيظ خانقه
فسايرته مقدار ميلٍ وليتنى ... بكرهى له ما دام حياً أرافقه
فلما رأت أن لا وصال وأنه ... مدى الصرم مضروبا عليه سرادقه
رمتنى بطرفٍ لو كميا رمت به ... لبل نجيعاً نحره وبنائقه
ولمح بعينيها كأن وميضه ... وميض حيا تهدى لنجدٍ شقائقه
وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله محمد بن أحمد البصرى المقدمى، قَالَ: حَدَّثَنَا الرياشى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب الثقفى، قَالَ: دخلنا عَلَى خلف الأحمر نعوده فِي مرضه الذى مات فيه فقلنا له: كيف تجدك يا أبا محرز؟ فأنشأ يقول:
يا أيها الليل الطويل ذنبه ... كأن ديناً لك عندى تطلبه
أما لهذا الليل صبح يقربه
ثم أنشد يقول:
لا يبرح المرء يستقرى مضاجعه ... حتى يبيت بأقصاهن مضطجعا
: كان أَبُو محرز أعلم الناس بالشعر واللغة، وأشعر الناس عَلَى مذاهب العرب
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن دريد أن القصيدة المنسوبة إِلَى الشنفرى التى أولها
أقيموا بنى أمى صدور مطيكم ... فإنى إِلَى قومٍ سواكم لأميل
له، وهى من المقدمات فِي الحسن والفصاحة والطول، فكان أقدر الناس عَلَى قافية