للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقَالَ، وعلينا صدق الصيال، أما والله إنا لصبر تحت البوارق، مراقيل فِي ظل الخوافق، لا نسأم الضراس، ولا نشمئز من المراس، وإن واحدنا لألف، وألفنا كهف، فمن أبدي لنا صفحته، حططنا علاوته، ثم قام رجل ذى الكلاع فاشار إِلَى معاوية فقَالَ: هذا أمير المؤمنين، فإن مات فهذا، وأشار إِلَى يزيد، فمن أبى فهذا، وأشار إِلَى السيف، ثم قَالَ:

معاوية الخليفة لا تمارى ... فإن تهلك فسائسنا يزيد

فمن غلب الشقاء عليه جهلا ... تحكم فِي مفارقه الحديد

وأنشدنا أَبُو بَكْرٍ، رحمه الله، قَالَ: أنشدنا الرياشى للعرجى:

وما أنس ملأ شياء لا أنس موقفا ... لنا ولها بالسفح دون ثبير

ولا قولها وهنا قد بل جيبها ... سوابق دمع لا يجف غزير

أأنت الذى خبرت أنك باكر ... غداة غدٍ أو راحل بهجير

فقلت يسير بعض شهرِ أغيبه ... وما بعض يوم غبته بيسير

أحين عصيت العازلين اليكم ... ونازعت حبلى فِي هواك أميرى

وباعدنى فيك الأقارب كلهم ... وباح بما يخفى اللسان ضميرى

وقلت لها قول امرئ شفه الهوى ... إليها ولو طال الزمان فقير

فما أنا شطت بك الدار أو نأت ... بى الدار عنكم فاعلمى بصبور

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ، رحمه الله:

وما أنس ملأ شياء لا أنس قولها ... وأدمعها يذرين حشو المكاحل

تمتع بذا اليوم القصير فإنه ... رهين بأيام الشهور الأطاول

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ أيضاً:

شيب أيام الفراق مفارقي ... وأنشزن نفسى فوق حيث تكون

وقد لان أيام اللوى ثم لم يكد ... من العيش شىء بعدهن يلين

يقولون ما أبلاك والمال غامر ... عليك وضاحى الجلد منك كنين

فقلت لهم لا تعذلونى وانظروا ... إلى النازع المقصور كيف يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>