للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرياشى، عَنْ بعض أصحابه، قَالَ: أَخْبَرَنِي رجل، قَالَ: أتيت المجنون فجلست إليه فِي ظل شجرة فقلت: ما أشعر قيساً! حيث يقول:

يبيت ويضحى كل يوم وليلة ... على منهج تبكى عليه القبائل

قتيل للبنى صدع الحب قلبه ... وفى الحب شغل للمحبين شاغل

فقَالَ: أنا أشعر منه حيث أقول:

سلبت عظامى لحمها فتركتها ... معرقةً تضحى لديك وتخصر

وأخليتها من مخها فكأنها ... قوارير فِي أجافها الريح تصفر

إذا سمعت ذكر الفراق تقطعت ... علائقها مما تخاف وتحذر

خذي بيدي ثم انهض بى تبينى ... بى الضر إلا أنني أتستر

ويروي:

. . . . . . . . . . . . . . . قعقعت ... مفاصلها من هول ما تنتظر

ثم مر فأجمز فِي الصحراء، فلما كان فِي اليوم الثانى أتيته فجلست فِي ذلك الموضع، فلما أحسست به قلت: ما أشعر قيسا! حيث يقول:

تباكر أم تروح غدا رواحا ... ولن يستطيع مرتهن براحا

سقيم لا يصاب له دواء ... أصاب الحب مقتله فباحا

وعذبه الهوى حتى براه ... كبرى القين بالسفن القداحا

وكاد يذيقه جرع المنايا ... ولو سقاه ذلك لاستراح

فقَالَ: أنا أشعر منه حيث أقول وأنشدناها ابن الأنبارى، عَنْ أبيه، ولم ينسب إِلَى أحد، وفى الروايتين اختلاف وأنا أذكرهما إن شاء الله

وجد مغلوبٍ بصنعاء موثقٍ ... بساقيه من ثقل الحديد كبول

قليل الموالى مستهام مروع ... له بعد نومات العشاء عويل

وروى ابن الأنبارى:

فما وَجْد مسجونٍ بصناعاء عضه ... بساقيه من صنع القيود كبول

قليل الموالى مستهام مروع ... له بعد نومات العشاء عويل

<<  <  ج: ص:  >  >>