وأنشدنا أَبُو عبد الله إبراهيم بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه، وقرأته عَلَى أبي عمر المطرز فِي أمالي أبي العباس أحمد بن يحيى للحسين بن مطير الأسدي:
مستضحك بلوامع مستعبر ... بمدامع لم تمرها الأقذاء
كثرت لكثرة ودقه أطباؤه ... فإذا تحلب فاضت الأطباء
فله بلا حزنٍ ولا بمسرةٍ ... ضحك يراوح بينه وبكاء
وكأن عارضه الحريق ... يلتقي أشب عليه وعرفج وألاء
لو كان من لجج السواحل ماؤه ... لم يبق فِي لجج السواحل ماء
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، قَالَ: أنشدنا الرياشي، عَنْ أبي عبيدة، لعبيد بن الأبرص:
يا من لبرقٍ أبيت الليل أرقبه ... فِي عارض كمضىء الصبح لماح
دان مسف فويق الأرض هيدبه ... يكاد يدفعه من قام بالراح
كأن ريقه لما علا شطبا ... أقراب أبلق ينفى الخيل رماح
ينزع جلد الحصى أجش مبترك ... كأنه فاحص أو لاعب داحي
فمن بنجوته كمن بمحفله ... والمستكن كمن يمشي بقرواح
كأن فيه عشاراً جلةً شرفا ... شعثاً لها ميم قد همت بإرشاح
هدلاً مشافرها بحا حناجرها ... ترخى مرابعها فِي صحصح ضاحى
وأنشدنا بعض أصحابنا لكثير:
فالمستكن ومن يمشي بمروته ... سيان فيه ومن بالسهل والجبل
وأنشدنا للحماني:
دمن كأن رياضها ... يكسين أعلام المطارف
وكأنما غدرانها ... فيها عشور فِي مصاحف
وكأنما أنوارها ... تهتز بالريح العواصف
طرر الوصائف يلتقين ... بها إِلَى طرر الوصائف
باتت سواريها تمخض ... فِي رواعدها القواصف