للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم انبرت سحا كبا ... كيةٍ بأربعة ذوارف

وكأن لمع بروقها ... فِي الجو أسياف المثاقف

وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ لعبيد:

سقى الرباب مجلجل ... الأكناف لماع بروقه

جون تكفكفه الصبا ... وهنا وتمريه خريقه

مرى العسيف عشاره ... حتى إذا درت عروقه

ودنا يضئ ربابه ... غاباً يضرمه حريقه

حتى إذا ما ذرعه ... بالماء ضاق فما يطيقه

هبت له من خلفه ... ريح شآمية تسوقه

حلت عزاليه الجنوب ... فثج واهيةً خروقه

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ لكثير:

تسمع الرعد فِي المخيلة منها ... مثل هزم القروم فِي الأشوال

وترى البرق عارضاً مستطيرا ... مرح البلق جلن فِي الأجلال

أو مصابيح راهبٍ فِي يفاعٍ ... سغم الزيت ساطعات الذبال

وقرأت عليه لكثير:

أهاجك برق آخر الليل واصب ... تضمنه فرش الجبا فالمسارب

يجر ويستأنى نشاصاً كأنه ... بغيقة حادٍ جلجل الصوت جالب

تألق واحمومى وخيم بالربا ... أحم الذرى ذو هيدب متراكب

إذا حركته الريح أرزم جانب ... بلا هزقٍ منه وأومض جانب

كما أومضت بالعين ثم تبسمت ... خريع بدا منها جبين وحاجب

يمج الندى لا يذكر السير لعبد أهله ... ولا يرجع الماشي به وهو جادب

وأنشدنا بعض أصحابنا لعبد الله بن المعتز:

ومزنة جاد من أجفانها المطر ... فالروض منتظم والقطر منتثر

ترى مواقعه فِي الأرض لائحة ... مثل الدراهم تبدو ثم تستتر

<<  <  ج: ص:  >  >>